الجمعة، 2 يناير 2015

نماذج إمتحانات تاريخ المغرب s1

نماذج إمتحانات تاريخ المغرب s1



نماذج إمتحانات الجيومورفولوجيا s1

نماذج إمتحانات الجيومورفولوجيا s1

نماذج إمتحانات الجيومورفولوجيا s1

نماذج إمتحانات جغرافية السكان s1

نماذج إمتحانات جغرافية السكان s1


الدورة العادية


نماذج إمتحانات جغرافية السكان s1

الدورة الإستدراكية


نماذج إمتحانات جغرافية السكان s1



تاريخ المغرب s1

يرجع تاريخ المغرب إلى العصور السحيقة وتعاقبت عليه حضارات الآشوليون والموستيرية، العاتيرية، الإيبروموريزية، الموريتانية الطنجية، البيزنطية حتى الفتح الإسلامي بالقرن الأول هجري زمن الخلافة الأموية حيث ضم المغرب وشمال أفريقيا إلى الخلافة الأموية في دمشق وبعد سقوط الأمويين أستقل بالمغرب الأدارسة وتنازعوا النفوذ في شماله مع خلفاء بني أمية في الأندلس.



حضارات فترة ما قبل التاريخ

لقد عرف المغرب خلال فترات ما قبل التاريخ تعاقب عدة حضارات أمازيغية: العصر الحجري القديم
الحضارة الآشولية: تعود بقايا هذه الحضارة إلى حوالي 700.000 سنة وأهم الاكتشافات تمت بمواقع مدينة الدار البيضاء(مقالع طوما وأولاد حميدة، وسيدي عبد الرحمن (منطقة تقع جنوب الدار البيضاء)...). الأدوات الحجرية الخاصة بهذه الحضارة تتكون من حجر معدل، حجر ذوجهين وكان المغرب من أهم البلدان لكونه يشمل موقعا جعله خطا رابط بين البلدان وحلقة وصل لها العصر الحجري الأوسط
الحضارة الموستيرية:عرفت هذه الحضارة في المغرب بين حوالي 120.000 و 40.000 سنة ق.م ومن أهم المواقع التي تعود إلى هذه الفترة حيث نذكر موقع جبل "يعود" والذي عثر فيه على أدوات حجرية تخص هذه الفــترة (مكاشط...) وكذلك على بقايا الإنسان والحيوان. الحضارة العاتيرية:تواجدت هذه الحضارة في المغرب بين 40.000 سنة و 20.000 سنة وهي حضارة خاصة بشمال أفريقيا وقد عثر عليها في عدة مستويات بعدة مغارات على الساحل الأطلسي: دار السلطان 2 ومغارة الهرهورة والمناصرة 1 و2553
العصر الحجري الأعلى
الحضارة الإيبروموريزية: ظهرت هذه الحضارة في المغرب وأوروبا منذ حوالي 21.000 سنة وتميزت بتطور كبير في الأدوات الحجرية والعظمية. أهم المواقع التي تخلد هذه الفترة نجد مغارة تافوغالت والتي تقع في نواحي مدينة بركان.
العصر الحجري الحديث
يلي هذا العصر من الناحية الكرونولوجية الفترة الإيبروموريزية وقد تواجد في المغرب حوالي 6000 سنة ق م. تتميز هذه الحضارة بظهور الزراعة واستقرار الإنسان وتدجين الحيوانات وصناعة الخزف واستعمال الفؤوس الحجرية... في المغرب هناك عدة مواقع عثر فيها على هذه الحضارة ونذكر مثلا: كهف تحت الغار وغار الكحل ومغارات الخيل ومقبرة الروازي الصخيرات.... عصر المعادن
يرجع هذا العصر إلى حوالي 3000 سنة ق.م وأهم مميزاته استعمال معدني النحاس ثم البرونز وأهم خصائصه ما يعرف بالحضارة الجرسية ثم حضارة عصر البرونز. حضارات العصر الكلاسيكي بالمغرب ليكسوس الأثرية الفترة الفينيقية
يرجع المؤرخ Pline l’ancien بدايات تواجد الفينيقيين بالمغرب إلى حوالي نهاية القرن الثاني عشر ق.م مع ذكر موقع ليكسوس كأول ما تم تأسيسه بغرب المغرب. لكن بالنظر إلى نتائج الحفريات الأثرية نجد أن استقرار الفينيقيين بالمغرب لا يتجاوز الثلث الأول من القرن الثامن ق.م. بالإضافة إلى ليكسوس نجد موكادور التي تعتبر أقصى نقطة وصلها الفينيقيين في غرب المغرب. الاكتشافات الأخيرة أغنت الخريطة الأركيولوجية الخاصة بهذه الفترة بالمغرب حيث تم اكتشاف عدة مواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط. ومكان تواجدها هو مدينة العرائش الآن. الفترة البونيقية
في القرن الخامس ق م قام حانون برحلة استكشافية على طول شواطئ المغرب حيث قام بتأسيس عدة مراكز، التأثير القرطاجي يظهر بالخصوص في عادات الدفن وانتشار اللغة البونيقية. ومنذ القرن الثالث ق.م، مدينة وليلي الموريطانية التي أسسها الملك الأمازيغي باكا كانت تخضع لحكم يشبه حكم قرطاج. الفترة الموريطنية شمال أفريقيا تحت الحكم الروماني قوس النصر بمدينة وليلي (فوليبليس) الأثرية
أقدم ما ذكر حول الملوك الموريتانيين يعود إلى الحرب البونيقية الثانية حوالي 206 ق م وذلك حين وفر الملك باكا حماية للملك الأمازيغي ماسينيسا تتمثل في 4000 فارسا. أما تاريخ المملكة الموريطانية فلم تتضح معالمه إلا مع نهاية القرن الثاني ق.م وذلك مع الاهتمامات التي أصبحت توليها روما لهذا الجزء من أفريقيا. في سنة 25 ق م، نصبت روما الملك يوبا الثاني على رأس المملكة. وبعــد اغتيال" الملك بطليموس الأمازيغي" من طرف الإمبراطور كاليغولا سنة 40 ق م تم إلحاق المملكة الموريتانية بالإمبراطورية الرومانية. الفترة الرومانية
بعد إحداث موريتانيا الطنجية، قامت روما بإعادة تهيئة لعدة مدن أمازيغية: تمودة، طنجة، تاموسيدة، زليل، بناصا، وليلي، شالة... كما قامت بإحداث عدة مراكز ذات أهداف عسكرية، وخلال هذه الفترة عرف المغرب انفتاحا تجاريا مهما على حوض البحر الأبيض المتوسط. في سنة 285 بعد الميلاد تخلت الإدارة الرومانية على كل المناطق الواقعة جنوب اللكوس باستثناء سلا وموكادور. مع بداية القرن الخامس الميلادي، خرج الرومان من كل مناطق المغرب. الحضارات الإسلامية بالمغرب
أحد بوابات مسجد القرويين
خلافا لأقاليم وبلدان المشرق لم يكن فتح المغرب بالشيئ الهين، فقد استغرق الأمر نصف قرن من 646م إلى 710م.
باعتناق المغاربة للإسلام ظهرت أول دولة إسلامية بالمغرب. دولة نكور
وكانت إمارة نكور أول إمارة إسلامية مستقلة بالمغرب الأقصى بعد ثورة الأمازيغ على ولاة بني أمية ,كما أنها تمذهبت بالمذهب السني خلافا لباقي الإمارات المغربية الأخرى التي كانت على المذهب الصفري الخارجي. ظهرت إمارة نكور منذ سنة 123 هــ الموافق ل 744 م على يد صالح بنو منصور المعروف بالعبد الصالح الذي نزل بمنطقة تمسامان في الريف. الدولة البورغواطية
أول مملكة إسلامية مستقلة تنفصل عن الخلافة بالمشرق وحكم البورغواطيون في بلاد تامسنا الممتدة من مدينة سلا شمالا إلى اسفي جنوبا لأكثر من ثلاثة قرون (744 - 1058). تحت حكم صالح بن طريف، إلياس بن صالح (792 - 842) ؛ يونس (842 - 888) وأبو غفيل (888 - 913)، ضلت الإمارة القبلية موحدة، وأرسلت باستمرار ببعثات إلى القبائل المجاورة. لم تدم العلاقات الطيبة مع خلافة قرطبة طويلا حيث قُطعت في القرن العاشر بسبب هجومين للأمويين، فضلا عن الهجمات التي شنها الفاطميون والتي صُدت من قبل بورغواطة كما نشبت حرب عصابات مكثفة مع أمازيغ بني يفرن في القرن الحادي عشر, مما أضعف بورغواطة كثيرا، إلا أنها ما زالت قادرة على صد هجمات المرابطين (سقط الزعيم الروحي للمرابطين، عبد الله بن ياسين في معركة ضد البورغواطيين سنة 1058). الدولة الإدريسية
بدخول شمال المغرب تحت حكم الادارسة ظهرت بوادر انفصال هذا الإقليم عن الخلافة بالمشرق. عقب عدة محاولات تحققت هذه الرغبة بظهور إمارة في شمال المغرب هي دولة الأدارسة سنة 788م. وقد كان مؤسس هذه الدولة المولاى إدريس بن عبد الله المحض العلوي الهاشمي، الذي حل بالمغرب الأقصى فارا من موقعة فخ قرب مكة (786). استقر بمدينة وليلي حيث احتضنته قبيلة آوربة الأمازيغية ودعمته حتى أنشأ دولته. هكذا تمكن من ضم كل من منطقة فزاز ثم تلمسان. اغتيل المولى ادريس الأول بمكيدة دبرها الخليفة العباسي هارون الرشيد ونفذت بعطر مسموم. بويع ابنه ادريس الثاني بعد بلوغه سن الثانية عشر. قام هذا الأخير ببناء مدينة فاس كما بسط نفوذه على وادي ام الربيع ونواحي فاس بالمغرب. الدولة المغراوية
تحت قيادة زيري بن عطية (ت. 1001)، تمكن المغراوة من بسط نفوذهم إلى فاس، ووسعوا دولتهم على حساب بني يفرن. وحين قامت ثورة ضد الأمويين، تمكن المنصور الأموي من إخمادها، إلا أن المغراوة تمكنوا من استعادة السيطرة على فاس. وتحت الحكام المتعاقبين، المعز (1001 - 1026)، حمامة (1026 - 1039) ودوناس (1039)، تمكن المغراويون من ترسيخ حكمهم في شمال ووسط المغرب. دولة المرابطين
في حدود القرن الحادي عشر الميلادي ظهر في ما يعرف اليوم بموريتانيا مجموعة من الرحل ينتمون لقبيلتي لمتونة وجدالة واستطاع عبد الله بن ياسين، وهو أحد المصلحين الدينيين أن يوحد هاتين القبيلتين وينظمهما وفق مبادئ دينية متخذا اسم المرابطين لحركته. وهكذا سعى المرابطون إلى فرض نفسهم كقوة فاعلة، وتمكنوا من إنشاء دولتهم عاصمتها مراكش التي أسسوها سنة 1069 م. بسط المرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين سلطتهم على مجمل المغرب الحالي وبعض جهات الغرب الجزائري والأندلس ابتداء من 1086م وبهذه التوسعات يعتبر يوسف بن تاشفين أول ملك يوحد المغرب الأقصى من الشمال إلى الجنوب بعد أن قضى على كل الدول التي كانت تتقاسم المغرب منذ القرن 8 للميلاد. الدولة الموحدية المدرسة البوعنانية في مكناس
في بداية القرن 12 م تعاظم بالمغرب شأن المصلح الديني والثائر السياسي المهدي بن تومرت. حيث استقر بقرية تنمل بجبال الأطلس الكبير جنوب شرق مراكش. ونظم قبائل مصمودة من حوله بغرض الإطاحة بدولة المرابطين التي اعتبرها زائغة عن العقيدة الصحيحة للإسلام، كما سمى أتباعه بالموحدين. استطاع الموحدون بقيادة عبد المومن بن علي من السيطرة على المغرب الأقصى كله بحلول سنة 1147 م. كما تمكن من بسط نفوذه على شمال أفريقيا كلها والأندلس مؤسسا بذلك أكبر إمبراطورية بغرب المتوسط منذ الإمبراطورية الرومانية. الدولة المرينية
ينحدر المرينيون من قبيلة زناتة وهي من اكبر القبائل الامازيغية وقبل الملك كانوا بدوا في شرق المغرب يجوبون ما بين ملوية ومدينة فجيج واحيانا وصلوا حتى بلاد بلاد الزاب بافريقية ،ومعنى كلمة المرينيون: القبائل التي هلكت ماشيتها، وهم قبائل بدوية كان أول ظهور لهم كمتطوعين في الجيش الموحدي ،واستطاعوا تشكيل قوة عسكرية وسياسية مكنتهم من الإطاحة بدولة الموحدين سنة 1269 م.
واستطاع المرينيون في عهد الأخوين أبو يحي عبد الحق (1244-1258 م) ثم أبو يوسف (1258-1286 م) أن يستولو على العديد من المدن، مكناس: 1244 م، فاس: 1248 م. مع حلول سنة 1269 م استطاعوا التخلص من آخر الموحدين في مراكش، وبدأوا بعدها في تنظيم جيش قوي حتى يمكنهم الاحتفاظ بالمناطق التي انتزعوها. خاضوا عدة حروب على أرض الأندلس في عهد أبو يعقوب يوسف (1286-1307 م)، توسعوا إلى الجزائر (الاستيلاء على وهران ومدينة الجزائر). عرفت الدولة أوجها أثناء عهدي أبو الحسن علي (1331-1351 م) ثم أبو عنان فارس (1351-1358 م) وازدهرت حركة العمران. استطاع الأخير صد سلاطين عبد الواد والاستيلاء على عاصمتهم تلمسان، ثم واصل في غزواته حتى بلغ تونس واحتلها على حساب الحفصيين.
حكم المرينيون المغرب لمدة قرنيين لم يستطيعوا خلالها الحفاظ على الإرث الكبير الذي خلفه الموحدون. مما أجبرهم في نهاية الأمر على توجيه اهتمامهم على الحدود الترابية للمغرب الأقصى. ستتميز نهاية حكمهم بانقسام المغرب إلى مملكتين: مملكة فاس ومملكة مراكش، إضافة إلى سقوط مجموعة من المدن في يد المحتل الإيبيري، كسبتة 1415 م والقصر الصغير 1458 وأصيلا وطنجة 1471 ومليلية 1497,ومن بعدهم حكم المغرب الوطاسيون وتنحدر أصولهم أيضا من الشرق الجزائري.
منذ 1358 م بدأت الدولة المرينية تتهاوى سريعا. تولى الحكم سلاطين دون سن الرشد (1358-1374 م ثم 1393-1458 م) كانو بلا رأي، وضع هؤلاء تحت وصاية أقرابائهم من الوطاسيين، كما قام أصحاب غرناطة بتولى دور الوصتية (1373-1393 م). آخر السلاطين عبد الحق (1421-1465 م) استطاع أن يتخلص من أقربائه الوطاسيين بعد أن أقام لهم مذبحة كبيرة سنة 1458 م. لم يدم الأمر على حاله وقام سكان فاس بثورة على المرينيين ثم صار أمر المغرب بعده في أيدي الوطاسيين. الدولة الوطاسية
الوطاسيون سلالة أمازيغية بدأ ظهورهم مع المرينيين حيث اقتسموا السلطة في المغرب الأقصى، فكان نصيبهم منطقة الريف ومن هناك بدأ توسعهم حتى أطاحوا بدولة بني مرين، تولوا سنوات (1358-1375 م) ثم (1393-1458 م); الدولة السعدية
انطلقت حركة الشرفاء السعديين من جنوب المغرب تحديدا من مناطق درعة. وقد اتخذت شكل مقاومة جهادية ضد المحتل الإيبيري للمدن الساحلية. غير أن السعديين ما فتؤوا يتحولون إلى قوة عسكرية وسياسية تمكنت من فرض نفسها في غياب سلطة مركزية قوية قادرة على توحيد البلاد ودرء الاحتلال. وقد ساعد في بروز دولة السعديين سلسلة الانتصارات المتلاحقة التي حققوها والتي كللت بدخولهم مراكش سنة 1525م تم فاس سنة 1554م. وقد كان هذا إيذانا بقيام حكم الدولة السعدية بالمغرب. لقد كان الانتصار المدوي للسعديين على البرتغال في معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاث) سنة 1578م بالغ الأثر على المغرب، حيث أعاد للمغرب هيبته في محيطه الجييوستراتيجي، كما مكنه من الاستفادة اقتصاديا خاصة في علاقته مع أفريقيا. كانت وفاة المنصور الذهبي سنة 1603م إيذانا باندحار دولة السعديين بفعل التطاحن على السلطة بين مختلف أدعياء العرش. الدولة العلوية ضريح محمد الخامس
النزاع السياسي الذي خلفه السعديون سيدوم 60 سنة انقسم أثناءها المغرب الأقصى إلى كيانات سياسية جهوية ذات طابع ديني مثل إمارة تازروالت بسوس. هكذا وابتداء من سنة 1664 ظهر الشريف المولى الرشيد بتافيلالت وانطلق في حملة عسكرية هدفها توحيد البلاد من التشرذم وتأسيس سلطة مركزية قوية، بسط مولى رشيد سلطته مؤسسا بذلك دولة العلويين. وقد كان على خلفه السلطان مولاي إسماعيل دور تثبيت سلطة الدولة الناشئة وفرض هيبتها. استمر عهد السلطان المولى إسماعيل 50 سنة تمكن خلالها من بناء نظام سياسي للدولة. تولى السلاطين العلويون على الحكم متحديين أزمات متعددة داخلية وأخرى خارجية من أبرزها فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م. استعاد المغرب سنة 1956 استقلاله معلنا عن ميلاد عهد جديد بالمغرب. التاريخ الحديث الحماية الثلاثية على المغرب (1912 - 1956) شعار محرك بحث قوقل يوم 18 نونبر 2014 (بمناسبة ذكرى يوم الإستقلال) بألوان العلم الوطني المغربي الأحمر والأخضر، مع فارس مغربي يحمل العلم المغربي تتوسطه النجمة الخماسية الخضراء الضغوط الاستعمارية على المغرب
تعرض المغرب في القرن التاسع عشر لضغوط الدول الاستعمارية، فاتخدت أحيانا صبغة عسكرية وتارة أخرى إجراءات دبلوماسية واقتصادية استهدفت انتزاع أجزاء ترابية والتقليل من مكانة المخزن وسلطته وغزو سوقه الداخلية وانتزاع أجزاء من ترابه. ومع ذلك فقد حفزت تلك الضغوط جهاز المخزن الذي اقتنع بضرورة الشروع في محاولات إصلاحية لتحديث البنيات العسكرية والاقتصادية والإدارية العتيقة، تفاديا للسقوط تحت الهيمنة الأجنبية. الضغوط العسكرية والاقتصادية
تجسدت الضغوط العسكرية الأوربية على المغرب في مواجهتين عسكريتين، أولهما مع الفرنسيين في إسلي سنة 1844، والثانية في تطوان مع الإسبان سنة 1859. وبموازاة ذلك واجه المغرب ضغوطا اقتصادية قوية انتهت بتوقيعه على معاهدات تجارية كانت بنودها لفائدة الاقتصاد الأجنبي خاصة المعاهدة التجارية مع بريطانيا سنة 1856. كانت لهزيمة المغرب أمام الجيش الفرنسي في إسلي عواقب وخيمة. بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830، تغيرت الأحوال، فبدأت الأخطار تهدد كيان المغرب، إذأصبحت حدوده الشرقية مشتركة مع فرنسا المتفوقة عليه عسكريا وصناعيا. وكان الحزب الاستعماري الفرنسي في الجزائر يرغب في ضم المغرب لأهمية الصوف المغربي لتجار مرسيليا من جهة، ولأهمية الخط التجاري بين تلمسان وفاس من جهة أخرى. عهد الحماية

فرض على المغرب نوع من الحماية، جعل أراضيه تحت سيطرة فرنسا وإسبانيا بحسب ما تقرر في مؤتمر الجزيرة الخضراء (أبريل 1906)، وهي تتيح للدول المشاركة في تسيير المغرب مع احتفاظه ببعض السيادة ورموزه الوطنية، بعثت فرنسا بجيشها إلى الدار البيضاء في غشت 1907، انتهى الأمر بالسلطان إلى قبول معاهدة الحماية في 30 مارس 1912. وقتها أصبح لإسبانيا مناطق نفوذ في شمال المغرب (الريف) وجنوبه (إفني وطرفاية). في 1925 أصبحت طنجة منطقة دولية بعد اقرار اتفاقية باريس. أما باقي المناطق بالمغرب فقد كانت تحت سيطرة فرنسا.

1920 إلى 1927: ثورة الريف في الشمال - حرب الريف - وقيام جمهورية الريف بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي، خاصة في سنتين 1921 و1926. وتقوت المعارضة ذات النزعة الوطنية، وشرع في المقاومة، في الجبال وفي المدن؛ في 1930، ظهر أول تنظيم سياسي مغربي، بزعامة كل من علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني، وهم الذين سيؤسسون لاحقا حزب الاستقلال. وفي الحرب العالمية الثانية، كانت الحركة المعارضة للحماية قد تقوت، وكانت الجامعة العربية والولايات المتحدة يساندونها. وكان السلطان محمد الخامس يدعمها بدوره (خطاب طنجةفي أبريل 1947). وقد أكد موقفه المناوئ للحماية أثناء الاحتفال بعيد العرش سنة 1952. وتجاوب معه الشعب على نطاق واسع، فنظمت مظاهرات مساندة لمساعيه (في الدار البيضاء على الخصوص)، وواجهت سلطات الاحتلال المتظاهرين بالقمع العنيف، وقد عملت سلطات الاحتلال على كسب دعم الاقطاعيين، خاصة، لخلع ملك البلاد الشرعي، واحلال ابن عمه (بن عرفة) محله، وكرد فعل على ذلك، دعا رجالات الحركة الوطنية إلى الكفاح المسلح ضد الفرنسيين، وأعلن على استقلال المغرب في 3 مارس 1956. كما أن إسبانيا سلمت بدورها باستقلال هذا البلد في 7 أبريل 1956.
المغرب في الحرب العالمية الثانية

مسيرة الاستقلال شعار محرك بحث قوقل يوم 18 نونبر 2014 (بمناسبة ذكرى يوم الإستقلال) بألوان العلم الوطني المغربي الأحمر والأخضر، مع فارس مغربي يحمل العلم المغربي تتوسطه النجمة الخماسية الخضراء البرلمان المغربي بالرباط
لمزيد من المعلومات، راجع المقال الرئيسي عن استعمار إنجليزي للمغرب، الاحتلال الإسباني للمغرب، الظهير البربري، مبدأ الحماية، حرب الريف والمسيرة الخضراء.
في 18 نوفمبر عام 1927، تربع الملك محمد الخامس على العرش وهو في الثامنة عشرة من عمره، وفي عهده خاض المغرب المعركة الحاسمة من أجل الاستقلال عن الحماية. في 11 يناير 1944 تم تقديم وثيقة المطالبة بإنهاء حماية المغرب واسترجاع وحدته الترابية وسيادته الوطنية الكاملة. في 9 أبريل 1947 زار محمد الخامس مدينة طنجة حيث ألقى بها خطاب طنجة الذي أدى إلى تصعيد المقاومة (جيش التحرير) لإنهاء الحماية. في 20 غشت 1953 نفي محمد الخامس والأسرة الملكية إلى مدغشقر واندلع بالمغرب ما يعرف بثورة الملك والشعب.
في 16 نونبر 1955 عاد محمد الخامس والأسرة الملكية من المنفى. وفي 2 مارس 1956 اعترفت الحكومة الفرنسية باستقلال المملكة المغربية في التصريح المشترك الموقع بين محمد الخامس والحكومة الفرنسية، وفي 7 أبريل 1956 تم التوقيع مع إسبانيا على اتفاقيات تم بموجبها استرجاع المغرب لأراضيه في الشمال، وفي اليوم 22 من نفس الشهر انضم المغرب إلى منظمة الأمم المتحدة، وفي عام 1958 استرجع المغرب إقليم طرفاية من الاحتلال الإسباني وتم إلغاء القانون الذي تم بمقتضاه تدويل مدينة طنجة. وفي 26 فبراير 1961 توفي محمد الخامس. في عهد الحسن الثاني الحسن الثاني
انظر أيضا سنوات الرصاص
تربع الحسن الثاني على العرش كملك للمغرب في 3 مارس 1961، في دجنبر 1962 تمت المصادقة بواسطة الاستفتاء على أول دستور يجعل من المغرب ملكية دستورية، في عام 1969 تم استرجاع سيدي إفني. في 6 نونبر 1975 انطلقت المسيرة الخضراء بـ350 ألف متطوع ومتطوعة عبروا الحدود الاستعمارية ودخلوا الصحراء المغربية. في 14 نونبر 1975 تم التوقيع على معاهدة مدريد التي تم بموجبها استرجاع المغرب للأقاليم الصحراوية، في 23 يناير 1987 اقترح الحسن الثاني على العاهل الإسباني خوان كارلوس الأول إنشاء خلية للنظر في قضية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية (جزر: جزيرة باديس وجزيرة نكور وملوية) التي لا زالت تحت الاحتلال الإسباني. في 17 فبراير 1989 تم التوقيع بمراكش على المعاهدة التأسيسية لاتحاد المغرب العربي.

كما ترأس الحسن الثاني لجنة القدس منذ انعقاد المؤتمر العاشر لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي بفاس في جمادى الآخرة 1399 هـ، مارس 1979م إلى حين وفاته في عام 1999م، وتم اختيار الملك محمد السادس رئيسا للجنة. وفي عام 1992 م، ترأس الملك الحسن اجتماعات قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت بالدار البيضاء، كما شارك في قمة (صانعي السلام) بشرم الشيخ بمصر. وفي 23 يوليوز 1999م، توفي الملك الحسن الثاني بعد أن عمل على توحيد المغرب ودعم استقلال جميع أراضيه، وبذل جهوداً كبيرة من أجل تشجيع المبادرات الإسلامية والعربية والإفريقية. وفي اليوم نفسه تلقى الملك محمد بن الحسن البيعة في قاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط.

جغرافية الأرياف s1

* مقدمة

يمكن تقسيم المجال الجغرافي عموما الى مجالين متمايزين : المجال الريفي و المجال الحضري و ان كان من الصعوبة وضع مكان حدود الجغرافية.
لقد كان هدا ممكن في الاقتصادات المغلقة كالاقتصاد العبودي و الاقطاعي اي بالضبط الى الحدود الثورة الصناعية اي القرن الثامن عشر باروبا الغربية و منتصف القرن العشرين بدول العالم الثالث حيث كان التفوق الاقتصادي و الاهمية السكانية و الجغرافيا بالفعل للعالم القروي على حساب المدن.

I-المفهيم الاساسية الجغرافية المجال الريفي

1-تعريف الجفرافيا

1-1 التعريف الكلاسيكي للجغرافية

تهتم الجغرافيا بدراسة الوسط مع تحديد مميزاته و تحليل عناصره الطبيعية من حيث الموقع كالمناخ و الشبكة المائية و التربة و النبات و الجيولوجية و اشكال السطح .كما تهتم بدراسات السكان ( الاعراق توزيعهم فوق المجال – الكثافة السكانية ) و الانشطة التي يمارسونها و التفاعلات الحاصلة بين الانسان و وسطه الطبيعي

1-2 التعريف الحديث

تعرف الجغرافية على أنها دراسة علاقات الانتاج و العلاقات الاجتماعية و انتعاساتها على المجال الجغرافي أي أثار التفاعلات و تناقضات المجتمع على المجال الطبيعي بمعنى أن علم الجغرافيا يجب أن ينطلق من معاينة الواقع الطبيعي و الاقتصادي و الاجتماعي . وقع الحال ثم يقوم باخضاعه للفهم و التحليل و التشخيص قصد الوصول الى تفسيرات علمية و موضوعية يكون الهدف منها استنباط القوانين و النظريات المتحكمة سواء في البنيات الطنية و الاجتماعية أو الاقتصادية و من وجهة نظري تعريف هاته لم تعد وظيفة الوصف التي قامت بها الجغرافية التقليدية ضرورية لمعرفة الاوساط الطبيعية و الشعوب و عداتها و مستوى تطورها بهدف الاستلاء عليها نظرا لتقدم و سائل الاتصال و الاكتشاف

2- تعريف المجال الريفي

يقول روبيرت بودوير المجال الريفي هو أولا مجال الانتاج الفلاحي لكونه يحتكر الوظيفة عكس المجال الحضري حيث و ظيفة الانتاج الفلاحي ضئيلة أو منعدمة لكن يمكن للمجال الريفي أن يقوم بوظائف غير فلاحية قد تكون صناعية و تجارية و خدماتية و سكنية لهذا لم يعد المجال الريفي مجال انتاج فلاحي فقط بل أصبح سلعة استهلاكية ( أي يقوم على المقاربة) للسياجة و الترفيه و بالتالي أصبح مجالا متعدد الوظائف

3- ملاحظات منهجية حول التعريف الأول

الوظائف الجديدة أو الأصلية للمجال الريفي تغيرت باستمرار و عبر التاريخ لكن لم يواكبها تطور نوعي في المناهج الجغرافية بنعنى أنه لابد من الوصول الى انتاج جهاز مفاهيمي للفترة الراهنة مع نبذ الدور السحري للمصطلحات و المفاهيم غير الدقيقة الموروثة عن ماضي طوبل بل شكل فيه الاقتصاد الفلاحي الركيزة الاقتصادية للمجتمع التقليدي .
لقد تحكم في الجغرافية التقليدية تيارات الامكانية و الحتمية و التي انتهت بدراسات امكانيات . و حتمية ركزت على وصف المشاكل .الطبيعية و الجغرافية و على ثقل الماضي على الحاضر و على وصف التوزيعات المجالية لهذا أعتبرت هذه الاطروحات مجردة موسوعات غنية من حيث المعارف الجغرافية لكن فائدتها العلمية قليلة من حيث نجاعتها و طرحها للقضايا و المستحدثة و المعقدة و يعز هذا بالدرجة الأولى لعقم منهجها و غموض مفاهمها و عدم و عيها بالتحولات الهيكلية العميقة التي عرفها الجال الريفي لم يعد الانغلاق النسبي للأرياف كذالك لأنه نفجر جراء تعميم الثورة التقنية و تدويل و عولمة الرأسمال و تعميم سياسات الاصلاح الزراعي . لقد كان بالامكان معرفة و ادراك المجالات الريفية من الداخل في الانضمة الاقتصادية العتيقة و المغلقة بالاعتماد فقط على التاريخ و العادات و التقاليد الفلاحية الموروثة و على المؤهلات الطبيعية المتاحة هذا الواقع التاريخي تم تجاوزه بفعل ظهور علاقات جديدة معقدة و مركبة و غير واضحة أضحت المجالات الجغرافية أكثر تداخلا و ترابط فيما بينها سنجسد هذا من خلال بعض الأمثلة أولها التمدين السريع الذي يعثبر ظاهرة كونية اذ قام بزعزعة التوازنات القديمة و أعاد النظر في طبيعة العلاقات بين المدن و الأرياف تتمثل أبر نتائج التمدين في تحويل الوسط القروي من مجال مستقل مركز على ذاته الى مجال تابع سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا للمجال الحضرييتجسد من خلال انفتاح المجالات الريفية على الأسواق العالمية و على الاستتمارات الرأسمالية المهيمنة التي يقرر مصيرها في مؤسسات القرض الدولية و التجمعات الاقتصادية الجهوية و التي مقراتها الاجتماعية بالعواصم العالمية ويتجسد أخيرا من خلال الاستراد فجل بلدان العالم الثالث تستورد أدوات الانتاج و مواد الاستهلاك من الأسواق الغربية .
نستنتج أن الأليات الاقتصادية و المالية و التقنية و السياسية هي التي تتحكم في و اقع المجالات الريفية و خاصة بعد تعميم اقتصاد السوق و التعامل بالنقد . اذن العلاقات الاقتصادية أصبحت قاعدة التعامل الدولي و الوطني لكل هذه الحيثيات أصبح من الصعب التمييز بين المجالين خصوصا في البلدان المصنعة اذ لم يعد التناقد التقليدي بين المجالين واضحا و هذا ما دفع بعض الباحثين الى انتاج مفهوم جديد هو تمدين الأرياف مفاده أن الوسط السوسيواقتصادي للأرياف يقترب من مثيله في المدن لكن لايمكن تقبل هذا المفهوم بدون تحفض لأنه يخفي غموضا كبيرا حول مستوى الدخل و حول فرص الشغل المتاحة و كذلك حول نوعية التكوين و التثقيف و السكن و مستوى التجهيزات التحتية بين المجالين و لهذا يبق لكل مجال خصائصه و وظائفه تصلح كمعايير للتمييز بين مجالين من بينها عدد السكان و المعطيات الاقتصادية و الاجتماعية

II- معايير التمييز بين المحالين الريفي و الحضري

قمنا بفصل هذه المعايير قصد تبسيط المعرفة الجغرافية و ان كانت هذه المعايير في الواقع تشكل و حدة متكاملة بشكل جدلي و غير منفصل لا احد يتصور استتمارات بدون بنية تحتية أي بدون بنيات الاستقبال و لا يمكن تصور التجمعات السكانية بدون حركة اقتصادية بسيطة

1-المعايير الاقتصادية

نقصد به النشاط الرئسي الذي يمارسه السكان الا أن طبيعة هذا النشاط قد تتغير مع مر الزمان و أن استقرار الأنشطة الاقتصادية بالمجال الريفي سواء كانت فلاحية أو غير فلاحية قد خضعت لنوعية النضم الاقتصادية التي تعاقبت . لهذا نلاحظ أن استقرار هذه الأنشطة مرتبطة بثلاث مراحل كبرى

1-1 مرحلة المركب الفلاحي الريفي

مكونات المجال الريفي في هذه المرحلة كان يتكون من حرف أدوات الانتاج التقليدية للفلاحة ,الحدادة , النجارة و المكون الثاني هو الفلاحة نفسها و تتكون من الزراعة و الرعي كذلك تتكون من الأوراش العائلية و كانت وظيفتها تكمن في تحويل المنتجات الفلاحية المحلية و الأنشطة التجارية تثمثل في تجميع منتوجات الفلاحية من طرف الفلاح و الخدمات التي يحتاجها العالم القروي
-ماهي مميزات المجال الريفي في هذه المرحلة ؟
كان مجالا متعدد الأنشطة الاقتصادية و يعد مجالا اقتصاديا مركبا تتوطن به غالبية الانشطة التي يمارسها المجتمع.
كان مجالا اقتصاديا مندمجا و غير تابع يتميز بعلاقات التكامل بين الأنشطة الفلاحية و الأنشطة الغير فلاحية .
كان الاقتصاد الفلاحي في هذه المرحلة يشكل الوظيفة المركزية و المهيمنة على كال الأنشطة الاقتصادية اذن المجال الريفي كان يتسم في هذ المرحلة في كونه مجالا مغلقا نسبيا حيث تتم جل العلاقات الاقتصادية بداخل الاقليم الجغرافي و تربط المجال الاقليمي بالأقاليم الأخرى الى علاقات اقتصادية جد ضعيفة و خاصة مع المدن هذه المميزات سوف تتغير في المرحلة اللاحقة و هي مانسميها بمرحلة تخصص المجال الريفي .
- مرحلة تخصص المجال الريفي
تمتد هذه المرحلة مابين الثورة الصناعية الى غاية منتصف القرن العشرين
ماهي مميزات المجال الريفي في هذه المرحلة ؟
حدث تخصص المجال الريفي في و ضيفة واحدة ووحيدة و هي الانتاج الفلاحي
وقع تتطابق تام بين المجال الريفي و الفلاحي
نزوح المجال الريفي بالتدريج نحو فقدان الأنشطة الغير الفلاحية التي كان يأويها في المرحلة السابقة ( كالأسمدة ...).
- ماهي مميزات المجال الريفي في هذه المرحلة ؟
- تعويض أساليب الانتاج التقليدي بأخرى صناعية حضرية تتطلب تركيزا كبيرا للرأسمال و للتكنولوجيا و اليد العاملة و الأسواق الاستهلاكية .
- تخلي المجال الريفي عن الأنشة الغير الفلاحية لصالح المدينة أي فقدانه للأنشطة التي كانت تزوده بالوسائل التي يحتاجها
انفتاح المجال الريفي على المال الحضري بفعل تطور الموصلات و بفعل التصنيع , هذه المرحلة أي مرحلة التخصص سوف تنتهي في حدود 1950 و سيحدث تحول جدري فما يخص استقرار الأنشطة غير الفلاحية و الاقتصادية
- مرحلة المركب الصناعي الفلاحي .
في هذه المرحلة أصبح المجال الفلاحي يتكون من العالية و السافلة , العالية تتكون من الصناعات الاساسية و القاعدية و من الأبناك و مؤسسات القرض التي تقوم بتمويل السياسات الفلاحية و برامج التنمية المختلفة كالرساميل و التأمينات الفلاحية . و السافلة تتكون من الأنشطة الفلاحية .ثم المكون الثالث سافلة السافلة تتكون من وحداث صناعية غدائية التي تكون تقوم بتحويل و تكييف المنتوجات الفلاحية و تتكون كذلك من الخدمات و التجارة و الخزن.
مكونات المجال الريفي في مرحلة المركب الفلاحي الصناعي لقد حدث تتطابق بين مرحلة المركب الفلاحي الصناعي و مرحلة المركب الفلاحي الحرفي فكلاهما حرف استقرار لأنشطة غير فلاحية في المجال الريفي لكن استقرار الأنشطة الغير فلاحية في المرحلة غير الحالية تكون بشكل مستقل تماما و لاعلاقة له في الغالب بالفلاحة عكس المرحلة الأولى و تكون الأسباب أستقرار الأنشطة الغير الفلاحية الصناعية الى وجود المادة الأولية و سرعة التلف لبعض المنتوجات الفلاحية الى وجود بنية تحتية تسمح بنقل السلع و الرساميل الى انخفاض أجور اليد العاملة و الى وجود وسائل الاتصال و التواصل و الى صرامة القوانين التي تمنع استقرار الأنشطة الملوثثة و المرتبطة بالمجال الحضري و أخيرا تفسر المضرابات العقارية .
نستنتج مما سبق أن المجال الريفي الراهن يعرف تحولات عميقة فما يخص و ظائفه و أدواره فلم يعد يقتصر على النشاط الفلاحي بل أصبح وعاء للأنشطة صناعية و تجارية و خدماتية و ادارية تختلف أهميتها و حجمها حسب النظام الاقتصادي للبلد تكون مهمة و مرتفعة بالبلدان الصناعية و منخفضة ببلدان العالم الثالث و تختلف كذلك حسب درجة العصرنة أو التحديث لبعض المناطق الجغرافية تكون مرتفعة في المناطق التي تم تحديدها في اطار الاصلاح الزراعي كالسهول المجهزة في اطار الاصلاح الهدروفلاحي (الحوز , تادلة ...) بعكس بقية المناطق الجغرافية الأخرى مكتفية بالنشاط الفلاحي.
كلن السؤال الذي نريد الجواب عليه هو هل هناك اختلاف في الأنشطة الاقتصادية بين مجالين الريفي و الحضري ؟ الجواب نعم في المرحلتين الأولى و الثانية كان هناك فصل واضح بين المجال الريفي و الحضري عكس المرحلة الثالثة حيث التداخل بين المجالين أصبح كبيرا بالاضافة الى تقارب محتواهما الاقتصادي و الاجتماعي و العمراني و هذا ما يؤكده أحد الباحثين المغاربة مختار الكحل حيث يقول تكتسي الاشكالية الريفية بالمغرب أهمية بالغة خاصة في الظرف الراهن التتميز بانتشار ظاهرة التمدين السريع الذي قام بطمس الحدود بين المدون و الريف و أد الى تحولات مستمرة للمشاهد الريفية و أنماط العيش و الأنشطة الاقتصادية , يقول نحن أمام ظاهرة مجالية يقع فيها تداخل بين الريف و المدينة و تتأكد ب وضوح كل ما اقتربنا من المدن الكبرى و المتوسطة و هذا التحول الترابي هو الذي و ضع مفهوم الريف موضع التساؤل .بينما تعريف بيير جورج النشاط الفلاحي يتميز عن الأنشطة الاقتصادية البشرية الأخرى بعدة خصائص أولها أن النشاط الفلاحي .... مجالات واسعة يعبر عنها بالمساحة عكس الصناعة التي يعبر عنها بالأطنان و خاصة أن العمل في القطاع الفلاحي يتم بشكل متقطع عكس الصناعة يجب توزيع وقت العمل طبقا لاقاع الدروف الطبيعية المثمتلة في الفصول و التقلابات المناخية و أشكال السطح و التربة .
- دورة الرأسمال في النشاط الفلاحي تتميز بالبطء عكس الأنشطة الصناعية.
تقوم الظروف الطبيعية بوضع حدود جغرافية لمختلف المنتوجات الفلاحية و ان كانت عملية تهجين النباتي و الحيواني بواسطة البحث البيولوجي و تعيير العناصر الطبيعية عن طريق السقي و التدفئة و الأسمدة , لم يعد الانتاج الفلاحي يخضع للط


2-المعيار السكاني


نميز في كل الإحصائيات الرسمية بين السكان الريفيين و السكان الحضريين, إذا من هم الريفيون و من هم الحضريون؟
عموما ليس هناك معيار دولي موحد, إذ يختلف المعيار باختلاف البلدان, إذ تعتبر بعض الدول كل تجمع سكاني يفوق 2000 نسمة مدينة ( في المغرب ). و في بلجيكا 5000 نسمة و اسبانيا 10000 نسمة و فرنسا 2000 نسمة. إذن عدد السكان غير كافي للتمييز بين المجالين, خاصة أن بعض القرى الضخمة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الحضرية, و العكس صحيح . أما إذا ما اعتمدنا على مؤشر "لانديس" مؤشر توزيع السكان. سنلاحظ أن المدينة تتميز بتركيز واضح لسكان, على عكس المجال القروي و الذي يتميز بالتشتت و بانتشار السكان فوق المجال . الشئ الذي ينتج عنه اختلاف الكتافة السكانية في المجالين. إذا حجم السكان وحده غير كافي لتمييز بين المجالين, و لكن لايمكن إغفاله أو إبعاده.
3-المعيار الاجتماعي
و نقصد به مستوى التجهيزات الاجتماعية, و نمط عيش الساكنة, كتوفر الماء الصالح للشرب و الكهرباء و النقل و التعليم و الصحة و الهاتف و وسائل الترفيه كل هذا يتم بشكل متفاوت بين المجالين و خاصة في البلدان الأقل تقدما أو ضعيفة التصنيع لاكن هدا المعيار لا يعتبر قاعدة للتمييز بين المجالين في البلدان المصنعة نظرا للتوازن النسبي فيما يخص التجهيزات الاساسية و السسيوتقافية, و إن كان هناك فرق واضح في نوعية الخدمات بين المدن و الارياف, كما أن نمط العيش الحضري يتميز بفصل السكن عن مقر العمل, و توفر الخدمات كما و نوعا, و ارتفاع القدرة الشرائية للحضريين و لو أن هذا النمط الحضري يغزو الأرياف بنسب متفاوتة, و هنا تدخل المسافة الاجتماعية, كمعيار الاستفادة من الخدمات و مهما كانت الصعوبات التي تعوق دون وضع حدود جغرافية واضحة فإنه يمكن اعتبار المجال الريفي الحيز الجغرافي الدي يطغى عليه النشاط الفلاحي كالزراعة و الري و إن كان هذا لا يمنع فئة كبيرة من الريفيين من العيش على الانشطة الغير الريفية .
اما المجال الحضري فيتميز بتركز واضح للسكان, و براسمال تقني و مالي و الخدمات و السلع و بتنوع كبير للأنشطة و الوظائف كما يمكن اضافة معيار اخر للتمييز وهو التركيب المهني الاجتماعي لسكان النشيطين.



تحديد المجال الريفي
* تقديم :
في ميدان جغرافية الأرياف يتم تداول العديد من المفاهيم و المصطلحات كمفهوم المجال الريفي / المشهد الريفي / المشهد الزراعي .../ لكن هذه المفاهيم لا تدل على نفس المعنى, لهذا نميز بداخل المجال الريفي بين ثلاث مجالات متمايزة و متداخلة و غير منفصلة ألا و هي المجال الريفي / المجال الفلاحي / المجال الزراعي .

I-المجال الريفي و الفلاحي و الزراعي محاولة للتعريف


1- المجال الريفي : هو الأكثر شمولية إذ يضم المجال الفلاحي و المجال الزراعي و يضم منظر الحقول و الغابات و المراعي و السكن و القرى و البنيات التحتية إذ هو منظر عام يضم كل الانشطة الاقتصادية .
2- المجال الفلاحي : يتكون فقط من المشارات الزراعية و منظر الحقول و المراعي و الغابات.
3- المجال الزراعي : يضم الحقول المزروعة و التجهيزات الموجهة للسكن و الاستغلال الزراعي و المسالك و الطرق التي تقوم بربط المشارات و القرى و يضم قنوات التصريف و الري و الاراضي الغير الصالحة للزراعة.
تبين التعاريف الثلاث أنه لا يمكن التفريق بين المجالات المدكورة اعلاه فليست هناك حدود جغرافية أو اقتصادية أو اجتماعية بين المجالات الثلاث لوجود علاقات تفاعل و تداخل فيما بينها, و عليه فإن المجال الفلاحي يشكل من الناحية الجغرافية الحيز الأكبر من المجال الريفي, إذ يتكون من الأراضي التي يستغلها السكان عن الطريق الزراعة و الري, و يتوزع المجال الفلاحي بشكل متفاوت و متباين على صعيد الكرة الارضية و تعود أسباب هذا التفاوت إلى عوامل إقتصادية و سياسية و طبيعية و تاريخية.
إن تراكم و تفاعل هذه العوامل المجتمعة هو الذي يفسر هذه العوامل مجتمعة, و يفسر التفاوت في توزيعها في المجال الفلاحي على الصعيد العالمي و الوطني و المحلي .

II-تحديد مساحة المجال الفلاحي في العالم.


تقدر مساحة المجال الفلاحي في العالم حوالي 3600 مليون هكتار أي ¼ من مساحة اليابسة.
يتوزع المجال الفلاحي بشكل متفاوت حسب القارات و حسب النطاقات المناخية و حسب الأنضمة الإقتصادية و السياسية و المجال الفلاحي ليس ثابتا إذ يمكن توزيعه لأسباب إقتصادية أو ديموغرافية أو إستراتيجية أو بواسطة التطور التقني أو البحت التكنولوجي أو بواسطة الاراضي الغير الصالحة للزراعة.

1-توزيع المجال الفلاحي في العالم


العوامل المتحكمة في توزيع المجال الفلاحي في العالم ثلاثة و هي المناخ توزيع اليابس و الماء و المستوى التقني و الاقتصادي للشعوب لكن الميزة الاساسية هي سوء توزيع المجال الفلاحي في العالم .

أ-التوزيع اعتمادا على المناخ


إذا اعتمدنا على مقياس مناخي صرف (أي الخالص) سنصل الى تلاث مجالات فلاحية وهي:
النطاق القطبي و الصحراوي الجاف و النطاق المعتدل و النطاق الحار و الرطب

· * النطاقات الباردة و الحارة

· تشمل القطبين الشمالي و الجنوبي و الصحاري المدارية حيت نسبة الاراضي المزروعة لا تتعدى 5 بالمئة من مجموع المساحة بمعنى أن النشاط الفلاحي منعدم. يرجع هذا إلى قسوة الطبيعة, أي البرودة المفرطة في الأول و قلة و انعدام الماء في النطاق الثاني لكن هذا لا يعني إن لهذه العوامل السلطة المطلقة في تحديد المناطق و المساحات المزروعة.

· و هنا نطرح السؤال التالي :

ألا يمكن من الناحية التقنية إيجاد مناهج و تقنيات إعتمادا على البحث العلمي لهذه المناطق لمعرفة و بكل ثقة كيف يمكن للإنسان أن يستعمل الموارد الطبيعية الصالحة في حدود معينة؟ كما وقع في المناطق الجافة و الولايات المتحدة او المناطق شبه القطبية في الاتحاد السفياتي سابقا.

الجيومورفولوجيا s1


تعريف

قشرة الأرض هي تلك الطبقة العليا من الكرة الأرضية التي كثيرا ما يطلق عليها اسم الغلاف الصخري Lithosphere ، وقد تكون هذا الغلاف بقاراته ومحيطاته نتيجة لعمليات جيولوجية طويلة ومعقدة لن يتسع المجال لدراستها في هذا الكتاب إذ أن إهتمامتنا سيقتصر على دراسة المظاهر التضاريسية الثانوية، والعوامل التي أسهمت في تكوينها وتشكيلها، وهي دراسة جرى العرف على تسميتها بالدراسة الجيومورفولوجية Geomorphology.
وعلم الجيومورفولوجيا – كما جاء في قاموس وبستر – هو ذلك الفرع من فروع الجغرافيا الطبيعية الذي يهتم بدراسة شكل الأرض وتضاريس سطحها، وتوزيع اليابس والماء ..الخ، أو قد يهدف إلى دراسة قصة التغيرات التي كانت تطرأ على سطح الأرض خلال الأزمنة والعصور الجيولوجية، وذلك عن طريق تحليل الصور الطبوغرافية واستخلاص النتائج من هذا التحليل.
وتعني الدراسة الجيومورفولوجية في الواقع أكثر ما تعني بدراسة الصور التضاريسية الثانوية كالجبال والهضاب والسهول من حيث نشأتها ووصفها وتوزيعها، أما دراسة المظاهر التضاريسية الرئيسية كالقارات والأحواض فتدخل في صميم الجيولوجيا الديناميكية Dynamic geology.
وجدير بالذكر أن موضوعات علم الجيومورفولوجيا كانت تدخل حتى عهد ليس ببعيد ، في نطاق علم واسع هو علم الفزيوجرافيا Physiography الذي وضع أسسه وأرسى قواعده الجغرافي الأمريكي و. م. ديفز W.M. Davis في سنة 1899 وقد اختلف الجغرافيون وتضاربت أقوالهم بصدد تعريف هذا الفرع من فروع علم الجغرافيا، ومن قائل أن الدراسة الفيزوجرافية إنما يجب أن تشمل نفس الموضوعات التي تضمها الجيومورفولوجيا، إلى قائل بأن مضمونها ومحتواها لا يختلف في قليل أو كثير عن مضمون الجغرافيا الطبيعية ومحتواها، إلى تعريف ثالث شائع في المدارس الجغرافية الاوروبية، وهو أن علم الفزيوجرافيا يجب أن تدخل في دائرته دراسات أخرى عديدة إلى جانب دراسة الصور التضاريسسية كالدراسات المناخية والميتورولوجية، والهيدرولوجية والنباتية والأوقيانوغرافية.. مما جعل دارئتها تتسع كثيرا عن تلك التي حددها ديفز والتي جعلها تقتصر على دراسة مظاهر سطح الأرض . ولهذا السبب بطل استخدام كلمة فزيوجرافيا وخاصة في الولايات المتحدة ، وحلت محلها كلمة جيومورفولوجيا التي ذاع استخدامها وانتشر حتى في المدارس الجغرافية الاوروبية التي كانت تغالي في توسيع نفوذ الدراسة الفزيوجرافية.
على أننا نرى – رغم هذا – من بين الجغرافيين المعاصرين من يحبذ الرجوع إلى استخدام كلمة فزيوجرافيا لتدل على دراسة اشكال الأرض وذلك لسببين رئيسييين:
أولهما: أن الدراسات الميتورولوجية والمناخية، والهيدرولوجية والنباتية قد شهدت من التطور في العقود الأخيرة مما جعلهما تمثل علوما مستقلة لها كيانها المنفصل تماما عن كيان العمل الفزيوجرافي.
ثانيهما: أن دراسة أشكال التضاريس الأرضية ، إنما تستدعي بعض الإلمام أو المعرفة التامة – في بعض الأحيان – بنواحي الدراسات المناخية والنباتية والهيدرولوجية الآنفة الذكر حتى يتحقق الفهم الصحيح والتحليل السليم لهذه الأشكال، وإن كان هذا القول لا يعني أن الدراسة الجيومورفولوجية قاصرة في اعتمادها على هذه الدراسات، إلا أن استخدام كلمة فزيوجرافيا بمدلولها الواسع يجعلها أثر توفقيا كاسم لعلم الأشكال الأرضية.
ومهما كان الاختلاف في تعريف كل من الجيومورفولوجيا والفزيوجرافيا – وهو ذلك الاختلاف الذي مازال مستمرا حتى وقتنا الحالي – إلا أننا نجد أن كلمة جيومورفولوجيا ما زالت أكثر استخداما وشيوعا، ولهذا سنستخدمها كعنوان لهذا الكتاب إلى أن يستقر الجغرافيون على أخد هذين اللفظين.


الجيومورفولوجيا

تعتمد الدراسة الجيومورفولوجية في أساسها اعتمادا كبيرا على علم الجيولوجيا بشتى فروعه.
فعند الكلام عن التركيب الصخري لقشرة الأرض نجد أن لا مفر أمامنا من الاعتماد على علم الطبقات بالاضافة إلى علم الصخور ذاته كما أنه لابد لنا عند دراسة التركيب الصخري لقشرة الأرض أن نلم إلماما عاما بالمعادن المختلفة التي تتكون منها الصخور. وهذا يستدعي بالضرورة اللجوء إلى علم المعادن.
كما أن علم الحفريات الذي يعتبر في الواقع أحد فروع الجيولوجيا التاريخية – (التي تهتم إلى جانب إهتمامها بدراسة العمليات الطويلة التي توالت على كوكب الأرض حتى تكونت قاراته ومحيطاته، تهتم إلى جانب هذا بمعرفة تطور صور الحياة على سطح الأرض سواء كانت حياة نباتية أو حيوانية) – يفيدنا هو الآخر في معرفة أنواع الحفريات التي قد تتكون منها بعض الأنواع الصخرية.
وتعنى الدارسة الجيومورفولوجية إلى جانب هذا بالالمام بنواحي علم الجيولوجيا الطبيعية الذي يهتم بمعرفة الوسائل والعمليات المختلفة التي أسهمت في تشكيل قشرة الأرض.

ومن هذا نرى تلك الصلة الوثيقة بين علمي الجيومورفولوجيا والجيولوجيا. وهي صلة جعلت كلا من الجغرافيين والجيولوجيين على حد سواء يخوضون في موضوعات الجيومورفولوجيا ، ولكن هناك اختلافا واضحا في معالجة كل منهم لهذه الموضوعات، فالجيولوجي ينظر إلى الجيومورفولوجيا على أنها نهاية قصة تطور طويلة، أما الجغرافي فيعتبرها بداية لدراسته، وهو أيضا بحكم تشعب دراسته وتعدد نواحيها يمكنه أن يلم بكل العوامل التي تؤثر في الصور التضاريسية وتتأثر بها، ولو أنه نظرا لعدم تخصصه في أي من هذه الدراسات لا يستطيع الخوض فيها بشئ من التعمق، ولهذا كثيرا ما توصم أبحاثه بالسطحية. ومن هنا كانت ضرورة تضافر جهود الجغرافيين للقيام بأبحاث مثمرة في نطاق الجيومورفولوجيا كل في دائرة تخصصه الذي لا يخرج عن كونه مجرد ميل نحو ناحية معينة من نواحي الدراسة الجغرافية المتشعبة، وحتى إذا انعدم وجود الجغرافي المتخصص في ناحية معينة إلا أنه يمكنه أن يشترك في الدراسات الحقلية الجماعية التي تضم مجموعة كبيرة من المتخصصين في كل النواحي التي تؤثر في دراسة الأشكال الأرضية (المناخ ، النبات، الهيدرولوجيا، ...الخ)، بحيث يقوم الجغرافي بدور المنسق بين هؤلاء المتخصصين بمنهجه العلمي الذي يقوم على ربط عناصر البيئة الطبيعية بعضها ببعض، وإبراز تفاعلها وتداخلها وتأثيرها مجتمعة على شكل التضاريس في إطار إقليمي معين. مثل هذا العمل لا يمكن أن يقوم به الجيولوجي أو عالم المناخ أو غيرهما من المتخصصين بحكم ضيق دوائر تخصصاتهم.


تطور الدراسة الجيومورفولوجية

أولا: في العصور القديمة:
يحسن بنا قبل البدء في دراسة موضوعات علم الجيومورفولوجيا أن نبين أن هذا النوع من الدراسة قد بدئ في الاهتمام به منذ عهد بعيد، إذ أن بعض الظواهر الطبيعية، كالاضطرابات الجوية، وحركة المد والجزر، والثورانات البكرانية حفزت فلاسفة الإغريق والرومان ومفكريهم إلى التأمل في طبيعتها وكنهها فنجد كتابات أرسطو (384-322 ق.م) تعكس بوضوح هذه النزعة التأملية، فقد كان يعتقد مثلا أن لمياه الآبار ثلاثة مصادر:
أ‌- مياه الأمطار التي تترسب سفليا في باطن الأرض. ب‌- المياه التي تكونت داخل الأرض نتيجة تكاثف بخار الماء الساخن الذي يوجد في باطنها والذي يبرد عند إقترابه من سطحها. ت‌- المياه التي تخزن في الصخور ولا تعرف مصادرها.
كما كان يعتقد بأن سقوط الأمطار يؤدي إلى تكوين مسيلات مائية مؤقتة، وفي رأيه أن المياه الجوفية هي المسئولة الى حد كبير عن جريان مياه الأنهار جريانا مستديما، وكل هذه التخمينات التي وصل إليها أرسطو عن طريق التأمل لا تختلف كثيرا عما وصل إلى العلماء في العصر الحديث.
كما نجد أن بوليبيوس Pollybius (210-128 ق.م) يهتم بدراسة كيفية تكون دالات الأنار وكيف أن الأنهار تنحت أوديتها نحتا بطيئا.
كما يعتبر بوسيدونيوس Posodonius (135-50 ق.م) من أحسن الجغرافيين الطبيعيين في بلاد الإغريق ، فقد درس ظاهرة المد والجزر عند قادس في البحر المتوسط، كما قام بقياس أعماق هذا البحر بالقرب من ساحل جزيرة سردينيا.

وحتى كتابات هيرودت (485-425 ق.م) المؤرخ، لم تخل من معلومات جيومورفولوجية، فقد وضح مثلا أهمية الفيضان السنوي لنهر النيل في تجديد خصوبة أراضي مصر الزراعية، كما لاحظ وجود بعض أنواع من الصدف والمحار في أعلى المرتفعات في جهات متفرقة من أرض مصر، وعزا وجودها إلى أن البحر في وقت من الأوقات كان يغظي معظم أنحاء مصر السفلى. وسترابون، الذي جاب أنحاء مصر وايطاليا واليونان وآسيا الصغرى، ووصل في مصر جنوبا حتى مدينة أسوان – قد ذكر هو الآخر أمثلة عديدة لتعرض اليابس في أنحاء كثيرة لحركات مختلفة من الإرتفاع والهبوط ، كما كان أول من قرر أن جبل فزيوفيس بالقرب من نابلي جبل بركاني، وذلك بعد دراسته لتكوين قمته، كما درس دالات الأنهار ولاحظ حركة المد والجزر كثيرا ما تعوق نموها قدما على حساب مياه البحار.
ومن الفلاسفة الذي نحوا منهجا جغرافيا طبيعيا، الفيلسوف سنكا (توفي في سنة 65 م). الذي قام بدراسة الزلازل التي اعتقد أنها ناجمة عن تفاعلا الرياح وتصارعها في باطن الأرض.

ثانيا: في العصور الوسطى وبداية عصر النهضة:
وما أن انتشرت الإضطرابات والفوضى بعد ذلك في أنحاء الإمبراطورية الرومانية الغربية، حتى اختفت المعرفة الجغرافية وتلاشت من عقلية الاوروبيين لفترة طويلة حمل فيها العرب شعلة العلوم والفنون في وقت كانت فيه اوروبا غارفة في ظلمات الجهالة.
فقد درس ابن سينا (980-1037) كيفية تكون الجبال التي قسمها من حيث النشأة إلى قسمين: جبال تكونت نتيجة حركات رافعة كتلك التي تصاحب الزلازل ، وجبال عملت المياه الجارية والرياح على تشكيلها وتغيير معالمها. فكأنه بهذا كان أول من أشار إلى وجود جبال التعرية.
وكان ابن سينا من المؤمنين بأن عملية النحت تتم ببطء شديد للغاية، وتستغرق وقتا طويلا لكي تتم، وهنا يجدر بنا بأن نذكر أن الفكرة التي كانت تسطير على العقول فيما يتصل بنشأة التضاريس الأرضية إبان القرنين السادس عشر والسابع عشر، كانت ترجع التضاريس الأرضية إما أنها خلقت كما هي عليه، أو إلى عوامل فجائية أحدثت تغيرات جوهرية سريعة في سطح الأرض. ويمثل هذا الاحتمال الأخير أساس مبدأ ذاع وانتشر إبان هذه الفترة ألا وهو مبدأت الطفرة Catastrophism، ومفاده أن التغيرات الجيولوجية التي تتعرض لها الأرض تغيرات سريعة وفجائية، وأن عمر الأرض لا يعدو بضعة ألاف من السنين. ولهذا نجد مثلا أن كبير الأساقفة في إيرلندا يعلن في سنة 1654 أن خلق العالم قد تم في يوم 26 اكتوبر سنة 4004 ق.م. في الساعة التاسعة صباحا!! وقد سادت مثل هذه الظنون التي لا ترقى عن مستوى الحدس والتخمين قرابة قرن من الزمان، وأصبح المسيحيون يعتقدون أن شتى أنواع التكوينات الجيولوجية التي تتمثل على سطح الأرض قد تم بناؤها في فترة لا تتجاوز الستة آلاف عام.
ولا شك أن الدين كان له دخل كبير في تفسير الظاهرات الطبيعية وغير الطبيعية في ذلك الوقت، فقد فسر البعض مثل وجود الركامات الجليدية وغيرها من الرواسب المرتبطة بالعصر الجليدي بأنها تمثل ما تخلف عن فيضان نوح!! كما أعتقد نفر آخر أن الأنهار الخانقية وأوديتها ما هي إلا نتيجة زلازل أرضية أنزلها الله على الكون، والجبال قد برزت بفعل حركات رافعة فجائية وعنيفة.
وقصارى القول أن الاعتقاد بمبدأ الطفرة في ذلك الوقت كان سببا في ألا يلقى العلماء أي بال للعمليات الجيولوجية التي تعمل ببطء مثناه، والتي لا تلاحظ آثارها إلى على مدى فترات طويلة.

ثالث:العصور الحديثة:
وقد استمرت هذه الاعتقادات تسيطر على عقول الناس حقبة من الزمن ليست قصيرة حتى قيض الله لعلم الجيولوجيا عالما وضع أسسه وأرسى قواعده وهو الجيولوجي الاسكتلندي جيمس هاتون J. Hutton، الذي تعد أراؤه بمثابة نقطة تحول خطيرة في الدراسة الجيولوجية ، ولهذا يحسن أن تقسم تطور العلم في الفترة الحديثة إلى ثلاث مراحل على اعتبار أن الفترة التي ظهر فيها هاتون هي الفترة القياسية التي وضعت فيها كل أسس العلم:
1- مرحلة ما قبل هاتون Pre-Huttonian period. 2- مرحلة هاتون Classical era Huttonian. 3- مرحلة ما بعد هاتون Post-Huttonian Period.
أما المرحلة الأولى فقد كانت مرحلة طويلة استمرت زهاء ثلاثة قرون، ولا يتسع المجال لذكر كل أسلاف هاتون الذين أضاءوا له السبيل ومهدوه، بل يكفي أن نذكر منهم: العالم الايطالي الفنان ليوناردو دافنشي (1452-1519) الذي برع في العلوم الطبيعية إلى جانب نبوغه في الفن، فهو الذي وضح كيف أن المجاري المائية هي التي تشق أوديتها وهي التي تنقل المفتتات الصخرية من مكان إلى آخر، وتعتبر لهذا هي العامل الأساسي في تشكيل تضاريس قشرة الأرض، كما أنه كان أول من بين بجلاء ووضوح الأصل العضوي للحفريات وبقايا الحيوان والنبات مما يوجد في الصخور، فقضى بذلك على الأفكار اللاهوتية التي كانت تقول بأن الحفريات تمثل محاولات للخلق من عمل الشيطان!!!
ومن أسلاف هاتون أيضا: الفرنسي بيفون Buffon، الذي نادى بأن الأنهار لها قدرة هائلة على نحت المناطق المرتفعة وتسويتها حتى تصبح في مستوى سطح البحر، ولهذا يعد أول من أشار بطرف أو بآخر إلى وجود مستوى أدنى لعمليات النحت على اليابس.
ومن الذين اهتموا كذلك بدراسة قدرة الأنهار على نحت مجاريها أو شق أوديتها وتكوين سهولها الفيضية: الايطالي ترجيوني توزتي Targioni Tozetti، والفرنسيات جوثار Guethard، وديمرسيه Desmarset.
على أن أهم العلماء الذين ظهرو في فترة ما قبل هاتون كان العالم السويسري دي سوسير De Saussure الذي كان أول من ابتدع كلمة جيولوجيا وأطلقها على علم الأرض الذي يهتم بدراسة صخورها ومعادنها وتضاريسها تمييزا لهاذ العلم الجديد عن عمل الجغرافيا الذي هو عبارة عن وصف الأرض والذي كانت تدخل في نطاقه كافة الدراسات العملية الطبيعية التي استحوذت على اهتمام الانسان. وقد درس دي سوسير الأنهار وحلل قدرتها على النحت والإرساب، كما قام بأباحاث طويلة في جبال الألب السويسرية وبين أن هناك أنهارا جليدية لها هي الأخرى القدرة على النحت وتشكيل سطح الأرض.

أما المرحلة الهاتونية فتعد بحث مرحلة حاسمة في تطور علم الجيولوجيا ، إذ يعد جيمس هاتون (1726-1797) واضع الأسس الأولى لهذا العلم، فقد تقدم بفكرة جديدة كانت الأولى من نوعها هي: "أن الحاضر هو مفتاح لدراسة الماضي وهي التي بنى عليها مبدأت Uniformitatanism أي التغير التدريجي البطئ، ومفاده أن التغيرات الجيولوجية التي تعرض لها سطح الأرض قد تمت بطريقة تدريجية استغرقت فترات طويلة تقدر بملايين السنين ، وليس بالطفرة الفجائية.
وقد ظهرت أراء هاتون مفصلة في كتابه عن "نظرية الأرض" الذي نشر سنة 1795، وقد توخى في هذا المؤلف القيم توضيح العمليات المختلفة التي أسهمت في الماضي ومازالت تسهم في الحاضر في تشكيل سطح الارض وهذه العمليات لا تخرج عن كونها إما عمليات ميكانيكية أو كيميائية، وتؤدي كلها في النهاية إلى نحت التضاريس وخفضها.
ومن كبار الوراد الاوائل الذين وضعوا أسس الجيولوجيا الحديثة أيضا "إبراهام فيرنر Abraham Werner" (1750-1817)، وهو صاحب مدرسة كبيرة كانت تعرف بمدرسة النبتونيين (نسبة إلى اله البحر نبتون) فقد كان من رأيه أن جميع الصخور – رسوبية كانت أم نارية – قد تكونت بفعل عمليات كيميائية في محيط قديم هائل كان يغلف الأرض كلها في العصور السحيقة في القدم. وقد هاجم هاتون هذا الرأي الخاطئ، وبين أن الصخور الجرنيتية مثلا – صخور نارية تكونت أول ما تكونت في أعماق الأرض ثم اندفعت بعد ذلك إلى سطحها وأخذت أشكالات وصورا عديدة، وأنها كثيرا ما تتعرض للتحول والتغير بعد ذلك ، ومن هنا عرفت مدرسة هاتون بمدرسة البلوطونيين (نسبة إلى بلوتو اله عالم ما تحت الأرض)، وقد استمر الجدل والنقاش بين البلوطنيين والبنتونيين فترة طويلة استغرقت النصف الثاني من القرن الثاني عشر.
وقد ظهر أيضا في نفس الحقبة التي عاش فيها هاتون الجيولوجي بلايفير Playfair، الذي درس النظم النهرية دراسة كانت الأولى من نوعها، فهو يرى أن لكل نهر مجرى رئيسيا تغذيه روافد متنوعة تجري في مجاري يتناسب كل منها في اتساعه مع طول النهر الرئيسي وحجمه، وتكون هذه المجاري كلها في النهاية نظاما نهريا متكاملا. ومثل هذه الأنظمة هي المسئولة عن وجود تلك الخطوط العميقة المحفورة على سطح الكرة الأرضية والتي تعرف بالأودية. ويمكننا القول بصفة عامة بأن معظم الأفكار الحديثة التي وضحت الكيفية التي يتم بها تشكيل سطح الأرض قد تضمنها كتاب نظرية الأرض لهاتون وهو الكتاب الذي اهتم فيه مؤلفه أيما اهتمام بدراسة عمليات النحت البحري والنهري.
أما المرحلة التالية لهاتون فقد ظهر فيها عدد غير قليل من الجيولوجيين نذكر منهم على سبيل المثال السير تشارلز لييل Sir Charles lyell (1797-1875)، الذي كان من أشد المتحمسين لمبدأت التغير التدريجي البطئ، ولكنه عارض الرأي الذي نادى به هاتون، وهو أن المجاري المائية هي التي تنحت أوديتها، وذكر أنه من المحتمل أن يكون قد تم حفر الاودية النهرية الكبيرة بفعل الأمطار والمياه الجارية، ولكن مما لا شك فيه أن بعض الحركات الباطنية تسهم هي الأهرى في زيادة سرعة عملية الحفر خلال بعض مراحل تكون هذه الأودية.
كما أن لوي أجاسز L. Agssiz (1807-1873)، كان أول من ذكر بأن الجزء الشمالي من اوربات تركمنت فوقه أثناء عصر البلايستوسين غطاءات جليدية ، وهو الذي أطلق على الفترة التي تم فيها تكون هذه الغطاءات اسم العصر الجليدي وقد درس رامزي A. Ramssy (1814-1891)، الجيولوجي الانجليزي عمليات التعرية البحرية دراسة دقيقة لم يسبقه إليها أحد.

أما في الولايات المتحدة فقد ظهر عدد كبير من الجيومورفولوجيين منهم "باول J. W. Powell" وجلبرت G. K. Gilbert، وداتن C. D. Dutton ، وقد اهتم باول بتصنيف التضاريس الأرضية على أساس عامل التركيب الجيولوجي، كما قام بدارسة منطقة الانكسارات في هضات كولورادو، ويونيتا في جنوب غرب الولايات المتحدة ، وقسم أودية الأنهار إلى مجموعتين كبيرتين: أودية ترتبط ارتباطا وثيقا في شكلها واتجاهاتها بالطبقات التي تخترفها، وأودية أخرى تتشابه فيما بينها من حيث النشأة: فهنالك أودية سالفة Antecedent وأودية رئيسية Consequent وأودية منطبعة Superimposed ، وكل هذه المصطلحات شاع استخدامها بعد ذلك وأصبحت تستخدم حتى وقتنا لحالي. وقد كان باول أول من أطلق الاصطلاح المعروف بمستوى القاعدة Base level على المستوى الأدنى الذي تصل إليه عملية النحت التي لابد أن تنتهي إليه إذا ما استمرت تعمل دون توقف ودون تدخل عوامل أخرى باطنية مما يؤدي غلى تحول المنطقة المنضرسة إلى سهل منخفض يعلو قليلا فوق مستوى سطح البحر وهذا السهل المنخفض هو الذي أطلق عليه ديفيز فيما بعد اسم السهل Peneplain.
أما جلبرت فيعد بحق أول جيوموروفولوجي ظهر في الولايات المتحدة ، وقد اهتم بدراسة العمليات الجيومورفية المعقدة سواءتلك التي تسببها العوامل الجوية أو المائية أو الجليدية أو الباطينة، كما قام بدراسات طويلة في منطقة هضبة الحوض العظيم في الولايات المتحدة ،خرج منها بأن بحيرة جريت سولت ليك كانت خلال عصر البلايستوسين أكثر مساحة واتساعا مما هي عليه الآن، وقد أطلق على البحيرة البلايستوسينة القديمة اسم بحيرة بنفيل Bonneville. وتعتبر دراسة جلبرت للشواطئ القديمة لهذه البحيرة أول دراسة جيومورفولوجية دقيقة في الولايات المتحدة.
وترجع أهمية دات إلى دقته في تحليل الصور التضاريسية، والى ما وصل إليه من نتائج عند دراسته لمنطقة كولورادو، فقد ذكر أن هضبة كولورادو قد تعرضت لحركة هبوط قبل أن يشق نهر كولورادو خانقه العظيم خلالها، وإلى أنه كان أول من لفت الأنظار إلى ظاهرة التوازن الأرض Isostasy.
ويمكننا أن نلاحظ من عرضنا السابق لتطور الدراسة الجيومورفولوجية أن الجيولوجيين وحدهم هم الذين احتكروا هذه الدراسة، ولكن هذا لا يعني أن الجغرافيين لم يكن لهم نصيب في تطويرها. فمنذ بداية الاهتمام بعلم الجغرافيا كان الاتجاه الأول هو دراسة شتى المظاهر الأرضية، ويظهر هذا بجلاء واضح في كتابات أساطين هذا العمل القدامى مثل "كانت E. Kant" و "هامبولت Hambolt" و "ريتر K. Ritter" الذين ضربوا بسهم وافر في تطوير الدراسة الجغرافية بالمعنى الذي نفهمه الآن، بل كانت تدور حول الانسان فنجد كانت مثلا يعتبر الانسان بمثابة أحد العوامل الخمسة التي تشكل في سطح الأرض، إذ اعتبره متشابها في تأثيره على قدم وساق مع الهواء والمياه الجارية والجليد والنبات والحيوان، وهذا دليل على أن الجغرافيا الطبيعية التي كانت تعرف خلال القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر لم تكن طبيعية بالمعنى الذي نفهمه الآن، أي تهتم بدراسة المظاهر الطبيعية الأرضية في حد ذاتها.
وفي خلال فترات تطور علم الجغرافيا نجد أن الفترة التي استمرت من 1870-1882 كانت بمثابة رد فعل لدراسة ريتر وأتباعه التي كانت تنحو اتجاها تاريخيا ، فقد ظهر فيها ميل قوي واضح نحو الجغرافيا العلمية. وهكذا تحول اتجاه علم الجغرافيا من دراسة الانسان إلى دراسة مورفولوجية الأشكال الأرضية ووصف أنواع التضاريس. وقد كانت الأستاذ أوسكار بشل O. Peschel من السابقين في هذا الاتجاه، فهو الذي قاد الجغرافيين منذ 1870 نحو دراسة مورفولوجية سطح الأرض وصوره التضاريسسية، ويعتبر في الواقع أول من أرسى قواعد علم الجيومورفولوجيا . ومن رأيه أن الجغرافي عليه أن يبحث عن الظارهات التضاريسسية المتشابهة في جهات العالم المختلفة ثم يقارنها من حيث نشأته وتوزيعها مستعينا في ذلك بخرائط ذات مقاييس كبيرة.
وقد سار على خطى بشل ثلاثة من أساطين الجغرافيا الطبيعية بدأو دراستهم كجيولوجيين وهو "ريشتوفن F. V. Richthofen" و"بنك W. Penck" و"ديفز W. M. Davis" وقد اهتم أولهم بالدراسات الجغرافية الطبيعية المقارنة وبتقسيم العالم إلى أقاليم فزيوجغرافية. كما قام بدراسة بلاد الصين دراسة جيولوجية وجيومورفولوجية لا يزال بعض الجيولوجيين المعاصرين يتخذونها أساسا لدراساتهم الحديثة. أما بنك فقد اهتم بدراسة مورفولوجية سطح الأرض بالاضافة إلى تخصه في الدراسات الجليدية وأثر عوامل التعرية الجليدية في تشكيل سطح الأرض.ط
أما وليام موريس ديفز فقد وصل باتجاه بشل المورفولوجي إلى منتهاه عندما درس عملية النحت النهري وقسم مراحل التطور النهري إلى المراحل الثلاث المعروفة: مرحلة الشباب، ومرحلة النضج، ومرحلة الشيخوخة – وإن دل هذا التقسيم على شئ فهو يدل على تأثره بالنظرية الدارونية للتطور – هذا وقد أطلق ديفز على هذه المراحل اسم دورة التعرية العادية، وهي التي جعلت منه صاحب مدرسة جيومورفولوجية في الولايات المتحدة كانت على اتصال وثيق بتطور العلم في ألمانيا، وبالأستاذ بنك بصفة خاصة، فقد حاضر ديفز بجامعة برلين لمدة سنة ، كما حاضر بنك في جامعتي كولومبيا وييل بالولايات المتحدة لنفس المدة.

ويمكن القول بصفة عامة بأن الدراسات الخاصة بمورفولوجية الأرض – وهي التي بدأها بشل – شاعت بين الجغرافيين في تلك الفترة لدرجة أن الغالبية العظمى منهم اقتصرت دراساتهم الجغرافية عليها مما أدى إلى طغيان النزعة الجيومرفولوجية طغيانا كبيرا على مجال البحث الجغرافي ، ولا يزال أثر هذا واضحا تمام الوضوح في بعض الجامعات حتى وقتنا هذا.

وقد بالغ البعض في هذا الاتجاه الجيومورفولوجي حتى خرجو عن ميدان الدراسة الجغرافية التي اعتبرها علم الأرض Erdkunde ، ولهذا يجب أن تكون علما بالمعنى الحقيقي له قوانين ثابتة، ومن ثم ينبغي أني يستبعد الإنسان منها استبعادا كليا على أساس أن الإنسان لا يمكن أن تتناول دراسته وفق قوانين موضوعة ثابتة، وعلى أساس أن الدراسات الإنسانية في حد ذاتها لا تفيدنا في معرفة الأرض نفسها، محور الدراسة الجغرافية. وخلاصة الكلام أن الحركة المورفولوجية التي بدأها بشل قد أسفرت عن حقيقة هامة ألا وهي الاهتمام بالناحية الطبيعية وإهمال الناحية البشرية في الدراسات الجغرافية.

ديفز وبنك:
وفي أثناء العقدين الأولين من القرن العشرين انتشرت آراء ديفز انتشارا كبيرا وكان لها الكثير من المؤيدين والمعارضين على السواء، ومما يستحق الذكر أنه رغم الصلة المستمرة التي كانت قائمة بين بنك وديفز إلى أن بنك وأتباعه حملوا حملة كبيرة على دورة التعرية كما وضحها ديفز، وقد بلغت هذه الحملة أوجها إبان العقد الثالث من القرن العشرين.

فقد اعتقد ديفز بأن دورة التعرية التي تسببها المياه الجارية تبدأ في الغالب بحركات رافعة سريعة تتعرض لها المنطقة، وتنتهي بفترة ثبات تام تؤدي إلى إتمام هذه الدورة واكتمالها وتصبح المنطقة المتضرسة في النهاية عبارة عن سهل تحاتي ينعدم فيه التضرس. ولكن بنك وأتباعه عارضوا هذا الرأي وبينوا أن تتابع مراحل الدورة الجيومورفية لا يتم على هذا النحو الذي بينه ديفز إذ أن هذه الدورة – في نظرهم – تبدأ في المعتاد بتعرض المنطقة لحركات رافعة متناهية في البطء تزداد سرعة بعد ذلك مما يحول دون مرور المنطقة بالمراحل التي تحولها إلى شبه سهل منخفض. كما أن عددا آخر من الجيولوجيين الأمريكيين الذين تخصصوا في دراسة ساحل أمريكا الغربي – وهي منطقة تعتبر من مناطق التغير السريع على سطح الأرض – تطرق إلى أذهانهم الشك في صحة دورة التعرية التي نادي بها المدرسة الديفزية، وذلك لأن سطح الأرض في هذه المنطقة نادرا ما يظل في حالة من الثبات لفترة طويلة تسمح باكتمال الدورة الجيومورفية.
ولكن رغم الحملات العنيفة التي وجهت إلى ديفز إلا أنها لا تقلل بأي حال من أهميته وقيمة الحقائق التي أضافها إلى الدراسة الجيومورفولوجية، والتي ما زالت حتى وقتنا هذا تحمل طابعه وأراؤه.


الاتجاهات الحديثة في الدراسة الجيومورفولوجية

وقد ظهرت في السنوات الأخيرة اتجاهات جديدة في علم الجيومورفولوجيا يمكن أن نوجها بما يلي:
أولا: الاتجاه بالدراسة الجيومورفولجية – وخصوصا في الولايات المتحدة – لكي تصبح أكثر صلة بعلم الجيولوجيا منها بعلم الجغرافيا ، ويرجع هذا إلى زيادة اعتماد هذه الدراسة على علم الجيولوجيا بشتى فروعه – كما بينا من قبل – كما يرجع كذلك إلى أن الجغرافيين في الفترة الأخيرة يركزون أغلب اهتمامهم على دراسة الانسان ، ولذك قل نصيبهم لدرجة ملحوظة في تطوير الدراسات الجيومورفولوجية.
ثانيا: زيادة الاهتمام بالدراسات الجيومورفولوجية الاقليمية التي تهدف إلى تقسيم القارات إلى أقاليم تتشابه في سماتها الجيومورفية، وفي تاريخا الجيولوجي. وهنا يجب أن يسهم الجغرافيون بأوفر نصيب في تنمية هذا الاتجاه وتقويته، فالجغرافي يهتم في دراساته الأصولية سواء كانت هذه الدراسات جيومورفولوجية، أو مناخية، أو نباتية، أو بشرة – أولا وقبل كل شئ بتوضيح وإبراز مدى التغاير الاقليمي على سطح الأرض في هذه النواحي الأصولية، ولهذا يجب أن يهدف من وراء دراسته الجيومورفولوجية إلى أن يوضح في النهاية كيف أن سطح الأرض ينقسم إلى أنماط وأنواع من حيث تكوينه، ومن حيث صوره التضاريسية، ومن حيث العوامل التي أدت إلى تباين تشكيل قشرة الأرض، وبهذا تختلف الدراسات الجغرافية عن الدراسة الجيولوجية.
ثالثا: الاتجاه نحو إبراز الأهمية النفعية للدراسة الجيومورفولجية، وتطبيق الأسس الجيومورفية على بعض الدراسات في ميادين مختلفة كالدراسة الجيولوجية للمياه الجوفية، ودراسة التربة، والهندسة الجيولوجية.
رابعا: بداية مرحلة الدراسة الاحصائية في علم الجيومورفولوجيا، وهذه المرحلة يجب السير فيها ببطء وحذر حتى لا تطغي النواحي الرياضية والطبيعية والكيماوية على هذا العلم وعندئذ يفقد قيمته كعلم دراسة الأشكال الأرضية . كما ذكر الجيومورفولوجي الفرنس B. Baulig: "أن قوانين الدراسة الجيمومورفولوجية قوانين معقدة ونسبية ويندر أن تعبر عنها أرقام ثابتة". ولهذا من المفضل دائما ألا نتمادى في هذا الاتجاه الكمي الذي لا مناص من أن يعوق تقدم هذه الدراسة اذا ما اهتم الجيومورفولوجيون بالرياضة والطبيعة والكيمياء أكثر من اهتمامهم بالتكوين الصخري والبنية الجيولوجية والتاريخ الجيولوجي والمؤثرات المناخية، وذلك أثناء مناقشاتهم ودراساتهم الجيومورفولوجية.

المنـــــــــــاخ التحليلي s1

-Iمقدمة عامة:

"المناخ" كلمة مشتقة من اللغة الإغريقية " Clima " ، وتعني : الانحراف أوالميل، بمعنى آخر انحراف الأشعة الشمسية المتساقطة على سطح الأرض سواء على المستوى اليومي أو على المستوى السنوي، أي من فصل إلى آخر. وهذا الميل مرتبط أساسا بميل محور الكرة الأرضية (محور القطبين). أما كلمة "ميتيورلوجيا" : أي علم الأرصاد الجوية فهي مشتقة من اللغة الإغريقية (ميتيور)، وتعنيا الأشياء العالقة في السماء (النجوم، الكواكب...) ثم (لوجي logos) وتعني الدراسة أو العلم.

فالمناخ إذن علم يهتم بدراسة الغلاف الجوي والظواهر الجوية التي تطرأ داخل هذا الغلاف مثلا التساقطات والرياح الخ...

هذه الظواهر الجوية تختلف حسب المكان تبعا لعدة عوامل تتحكم في توزيع النطاقات المناخية وأهمها :

-         عوامل فلكية: أي أن الإشعاع الشمسي الذي يمدنا بالطاقة يعرف توزيعا غير عادل على مستوى سطح الأرض.

-         عوامل كونية : متعلقة بشكل الأرض الكروي المتكون من عناصر سائلة : البحار والمحيطات، وصلبة : القارات ، وغازية: الغلاف الجوي.

-  عوامل جغرافية :و التي تلعب دورا مهما في التوزيع المجالي للمناخ : كتأثير التضاريس والغطاء النباتي وتداخل اليابس بالبحار

أما بالنسبة  للتعريف العلمي للمناخ، فنهاك عدة تعاريف مختلفة حسب المدارس والاتجاهات:

-         تعريف يوليوس هان  Julius Hann: "المناخ هو مجموع الظواهر المتيورلوجية التي تميز الحالة المتوسطة للجو في مكان معين على سطح الأرض".

-        تعريف ماكس صور  Max Sorre: "مجموع الحالات الجوية فوق مكان معين في تسلسلها الزمني الاعتيادي".

إضافة إلى اختلاف التعاريف من شخص إلى آخر، ظهرت الاختلافات كذلك فيما يخص دراسة المناخ ومن اشهر هذه المناهج :

1-     المنهج التحليلي أو التفصيلي : يتجه هذا المنهج إلى الدراسة التفصيلية لعناصر المناخ، أي دراسة كل عنصر على حدة معتمدين في ذلك على المتوسطات و معدلات العناصر المناخية.

2-     المنهج الدينامكي : يدرس المناخ في حالته الشمولية دون اللجوء إلى دراسة كل عنصر من عناصر المناخ على حدة (الحرارة ، التساقطات، الرطوبة، الرياح...) ويعتمد على الخرائط الجوية و صور الأقمار الاصطناعية.

كما يمكن أن نقسم علم المناخ إلى قسمين : المناخ النظري أو التأسيسي "Climat fondamentale  "  والمناخ التطبيقي  "Climat appliqué ".

- المناخ النظري : يهتم بوصف وشرح التوزيع والخاصيات المناخية على مستوى سطح اّلأرض انطلاقا من معطيات إحصائية لعناصر المناخ كالحرارة و التساقطات و الضغط الجوي و الرياح الخ... هذه المعطيات تقاس بمحطات الأرصاد الجوية ويتم ترجمتها على الخرائط المناخية. أي أن المناخ النظري أو العام، يقتصر فقط على الوصف والتحليل.

- المناخ التطبيقي : يعتمد على توظيف المعطيات المناخية في مجالات اقتصادية حيوية لتحسين المردودية بهذه القطاعات، فنجد تخصصات متعددة تهتم بعلاقة المناخ بقطاع اقتصادي معين كالمناخ الفلاحي Agroclimatologie  الذي يهتم بمعرفة أحسن للدورة النباتية وبالتربة. وحاجيات النباتات للماء والحرارة ومكافحة الكوارث المناخية كالجليد والرياح القوية. هناك أيضا علاقة المناخ بالسياحة وعلاقة المناخ بالصحة لدراسة تأثير بعض العناصر المناخية على بعض الأعراض المرضية التي قد تصيب الإنسان (كالملا ريا أو مرض الربو) كما أن هناك أيضا المناخ الحضري الذي يهتم بعلاقة عناصر المناخ بالهندسة المعمارية ٪.

الغـــلاف الــجـــوي

 

1- تعريف:

الغلاف الجوي غلاف غازي يحيط بالكرة الأرضية.  كتلة هذا الغلاف تقدر ب 5130 مليون طن (أي  1000000/1 من كتلة الأرض).  نصف هذه الكتلة 1/2 يوجد تحت 5.5 كلم علوا و 99 % توجد في ثلاثين (30) كلم الأولى.

2-  التركيب الكميائي للغلاف الجوي :

يتكون الغلاف الجوي من غازين أساسين هما : الآزوت (Ne)  Azote بنسبة 78.09 %  من حجم الهواء الجاف والأكسجين (O2) Oxygène   بنسبة 20.95 %..

هذان الغازان يكونان ولحدهما ما يعادل 99 % من حجم الهواء الجاف.

وتشكل باقي الغازات الأخرى نسبة جد ضئيلة:  الأركون (Ar) Argon   0.93 % .   الغاز الفحمي Oxyde de  carbone   (CO2)  0.03 % . إضافة إلى هذه الغازات الأساسية، هناك ما يسمى بالغازات النادرة نظرا لكونها تمثل نسبة اكثر ضآلة  . وأهم هذه الغازات :

النيون (Ne)  Néon          
  % 1.8 x 10-3
الهليوم (He)    Hélium  
% 5.2 x 10-4
الهيدروجين (H2) Hydrogène  
% 5.0 x 10-5
الأوزون (O3)  Ozone
% 1.0 x 10-6

 

ملاحظة: نسبة الغاز الفحمي والأوزون غير ثابتة، حيث تتغير هذه النسبة في ا لزمان والمكان، خاصة الغاز الفحمي الذي عرف ارتفاعا محسوسا منذ بداية الثورة الصناعية في أوربا.

تغير تمركز هذين الغازين بالغلاف الجوي قد يؤدي إلى تغير مناخي على المستوى العالمي  نظرا لارتفاع نسبة الغاز الفحمي وتقلص نسبة الأوزون الشيء الذي سيؤدي إلى ارتفاع محسوس لدرجة الحرارة (ظاهرة الاحتباس الحراري).

 يحتوي الغلاف الجوي أيضا على الماء، في شكل بخار، حوالي 1 %    بالمناطق القاحلة و 4 % فوق البحار والمحيطات – أي المجالات البحرية.

وبنسبة صغيرة جدا نجد كذلك بعض العوالق، وهي أجسام صلبة صغيرة الحجم مثل الغبار وبلورات الملح و رماد البراكين الخ...

تتمركز هذه العوالق في العشرة 10 كيلومترات الأولى التي تدعى الطبقة الجغرافية أو الطبقة الوسخة لأن جل هذه العوالق تأتي من سطح الأرض.

 هذه العوالق  لها دور ايجابي حيث تساعد على عملية تكاثف بخار الماء و التي تعد ضرورية لحدوث التساقطات.

3-التقسيم العمودي للغلاف الجوي :

 

انطلاقا من التوزيع العمودي للحرارة يمكن التمييز بين أربع طبقات جوية:

. 1- التروبوسفير         Troposphère

 2- الستراتوسفير . Stratosphère 

 3- الميزوسفير Mésosphère. 

. 4- التيرموسفير Thermosphère   

هذا التقسيم المعترف به من طرف OMM المنظمة العالمية للمتيورلوجيا سنة 1947 هو الأكثر شيوعا في العالم

1-   التروبوسفير Troposphère  :  (متغير Tropo )

 هي أول طبقة جوية ملامسة لسطح الأرض، يتراوح سمكها ما بين 8 كلم عند القطبين إلى 17 كلم فوق المناطق الاستوائية.

تحتوي هذه الطبقة على 80 % من الكتلة الهوائية وهي التي تعرف الاضطرابات الجوية كالسحب و الرياح والأعاصير، والتقلبات المناخية في ا لزمان والمكان.

تنخفض درجة الحرارة بهذه الطبقة بمعدل °6 مئوية كل 1000 متر لتصل إلى °80- فوق المناطق الاستوائية و °50- فوق المناطق القطبية الحد الأعلى لهذه الطبقة و الذي يدعى التروبوبوزtropopause – ( pause = وقفة).

2-   الستراتوسفير  Stratosphère  : ( طبقة Strat )

 توجد هذه الطبقة الثانية فوق التروبويوز وتمتد إلى علو 50 كلم تقريبا، تبقى فيها درجة الحرارة شبه قارة ، °55- إلى حدود 20 كلم، ثم ترتفع تدريجيا إلى أعلى مستوى هذه الطبقة والذي يدعى الستراتوبوز Stratopause حيث تتراوح درجة الحرارة بين 0° و20° .

ارتفاع درجة الحرارة بهذه الطبقة راجع بالأساس إلى وجود غاز الأوزون الذي يعمل على امتصاص أشعة الشمس الفوق بنفسجية وتحويلها إلى حرارة . ( فلولا وجود هذا الغاز لوصلت هذه الأشعة إلى سطح الأرض ، حيث لا تستحملها الكائنات الحية بما فيها النباتية والحيوانية. بالنسبة للإنسان فإنها تسبب في حدوث أعراض مرضية كسرطان الجلد، علاوة على ذلك فان معدل درجة حرارة الأرض سيرتفع بصفة ملحوظة ونعرف جيدا ما يمكن أن يترتب عنه ذلك من ارتفاع مستوى البحر واختلال التوازن الطبيعي الخ...)

3-   الميزوسفير Mésosphère. :  ( وسطى أو انتقالية = Méso)

تمتد هذه الطبقة من  50 كلم علوا إلى نحو 80 كلم علوا،  و تعد أبرد طبقة جوية لأن نسبة الغازات  بها  جد ضعيفة، و من المعروف أن الغازات هي التي تعمل على امتصاص الإشعاع الشمسي و تحويله إلى حرارة.

  تنخفض درجة الحرارة بهذه الطبقة مع الارتفاع بسرعة كبيرة لتصل الى معدل °90-     عند مستواها الأعلى أي الميزوبوز  Mésopause.

. 4- التيرموسفير Thermosphère   

تمتد هذه الطبقة ما بين  80 و 300 كلم علوا، تزداد درجة الحرارة بها مع الارتفاع وذلك لامتصاص الأشعة الفوق بنفسجية من طرف بعض الغازات كالأكسجين الذي يسود عادة عند هذه المستويات داخل هذه الطبقة تنخفض كثافة الهواء بشكل كبير إلى آخر طبقة والتي تدعى ionosphère  حيث يفقد الغلاف الجوي مدلوله الفيزيائي ويبدأ المجال الفضائي Espace       interplanétaire. ٪.

 

الظواهر الإشعاعية

 

مقدمة :

يعتبر الإشعاع الشمسي المصدر الرئيسي للطاقة الحرارية على سطح الأرض، و يصل على شكل موجات كهرومغناطيسية.

  تقاس هذه الطاقة الكهرومغناطيسية électromagnétique  بوحدة تسمى calorie أو حريرة.

وتقدر الطاقة الشمسية في أعلى الطبقات الجوية ب        2 كالوري /سنتم2/ دقيقة.

     342Watts / m2   أو

(للإشارة هناك وحدة أصغر من الكاوري أو الحريرة تدعى جول Joule)

1Cal = 4.1855 joules

وإذا أضفنا عامل الزمن نحصل على وحدة أخرى تسمى الواط Watt  

1W= 14.3352 Cal/minute

1Kw = 1000 w

وتسمى آلة قياس الإشعاع ب Pyranomètre  وهي عبارة عن كرة زجاجية تعمل على قياس مختلف الموجات الاشعاعية.

 

يمكن تقدير الطاقة الحرارية الصادرة عن كل جسم انطلاقا من درجة حرارة هذا الجسم وذلك باستعمال صيغة " ستيفان بولتزمان" Stefan Boltzmann و هي كالتالي:

F =  δ T 4

F : الطاقة الحرارية ويعبر عنها ب الكالوري / سنتم2 / دقيقية

δ : وهي ثابتة وتساوي   8.13  x   10-11

T : الحرارة المطلقة بدرجةKelvin    :

-273°C  =   O°K                 

إذن نضيف الدرجة المئوية إلى 273 للحصول على درجة كلفين، مثلا :

10 درجة  مئوية  =   283 درجة كلفين

  مثال: معدل حرارة الأرض هو 13 درجة مئوية لمعرفة الطاقة الحرارية التي تصدرها الأرض ستصبح المعادلة على الشكل التالي:

F =  δ T 4

F =  (8.13 x10-11) x (13+273)4

F =  (8.13 x 0.00000000001) x 2864

 

F =  0.54 cal/cm2/min

 

مثال ثان:  نعرف أن درجة حرارة الشمس تساوي 6000 درجة مئوية:

F =  δ T 4

F =  (8.13 x10-11) x (6000+273)4

F =  (8.13 x 0.00000000001) x 62734

F =  125890 cal/cm2/min

ملاحظة: نستنتج من هذين المثالين أن الطاقة الحرارية الصادرة عن الشمس أكبر بأكثر من 330000 مرة الطاقة الحرارية الصادرة عن الأرض.

I-               أنواع الإشعاع الشمسي ، أو تصنيف الإشعاع الشمسي :

ينبعث الإشعاع الشمسي على شكل تموجات أو ذبذبات، و يتميز كل إشعاع بسرعته و بطوله و بتردده.

 

 

1- السرعة V:  وهي تعادل سرعة الضوء، 300.000 كلم/ثانية، إذن فهي ثابتة لا تتغير.

2-    الطول λ : وهي المسافة الفاصلة بين قمة كل موجة والتي تليها ويعبر عنها الميكرون "μ" الذي تساوي 1000/1 ملم (للأشارة هناك وحدة قياسية اصغر من الميكرون وتسمى Angstrom  يرمز إليها ب Å وهي تساوي 10000/1 μ أي 10000000/1 ملم).

3-    التردد f : ويعنى به عدد الاهتزازات في الثانية. فكلما كان عدد الاهتزازات كبير كلما كان طول الموجة قصير والعكس صحيح أي كلما كان عدد الاهتزازات اصغر كلما كان طول الموجة كبير.

وحاصل الطول والتردد يعطينا السرعة.

λ الطول  X التردد  f   =   V  السرعة

هذا يعني أن:           f =   V/ λ                 و          = V / f      λ   

ويختلف الإشعاع حسب طوله انطلاقا من أشعة الراديو التي تقاس بالمتر أو الكلم إلى أشعة  Gamma (كاما ) والتي يعبر عنها بالميكرون.  وأنواع الأشعة حسب طولها هي  :

أنواع الإشعاع الشمسي

 

 

الأشعة المرئية

 

1-              أشعة  Gammaوهي قصيرة جدا ويبلغ طولها ما بين 0 و -610 μ.

2-              اشعة X : ما بين  -610 μ و 0.01 μ

3-              اشعة ما فوق البنفسجية:  ويتراوح طولها ما بين0.01 و 0.4 μ.  وتمثل حوالي 9.2 % من مجموع الإشعاع الشمسي،  معظمها لا يصلنا بسبب امتصاصها من طرف غاز الأوزون.

4-              الأشعة المرئية:  ويتراوح طولها ما بين 0.4 و 0.7 μ، وتكون حوالي 42.4 % من مجموع الإشعاع الشمسي.

5-              الأشعة تحت الحمراء:  وهي أشعة غير مرئية يتراوح طولها ما بين 0.7 و50μ  وتمثل حوالي 48.4 % من مجموع الاشعاع الشمسي.

6-              أشعة الراديو: يزيد طولها عن 50 μ (وهي التي تستعمل في المواصلات اللاسلكية).

 يمكن تصنيف الطاقة الإشعاعية لكل جسم مشع داخل طول موجة (أو دبدبة معينة) وهذه الطاقة الإشعاعية لها علاقة مباشرة بحرارة الجسم المشع.

 وللتعرف على طول موجة الإشعاع من خلال حرارة جسم معين تستعمل معادلة أو صيغة " فيين"     Wien   وهي كالتالي:

λ μ  =  2900/T°K

 λ μ  :تعني الطول بالميكرون.

 T°K : درجة حرارة كلفين Kelvin ، والتي نحصل عليها بإضافة درجة الحرارة المئوية إلى 273.

       مثلا : حرارة الشمس 6000 درجة مئوية طول موجة الإشعاع سيكون :

λ μ    =    2900/(6000+273)

λ μ    =    2900/6273

λ μ    =    0.46

 

اذن فالشمس تشع نحو موجة طولها 0.5 μ  أي داخل الأشعة المرئية

مثلا بالنسبة للأرض معدل حرارة الأرض هو 13 مئوية طول موجة إشعاعها سيكون:

λ μ    =    2900/(13+273)

λ μ    =    10.1

فالأرض تشع داخل موجة أطول أي حوالي 10 μ ، يعني داخل الأشعة تحت الحمراء (وهي التي تمتص من طرف ثاني أكسيد الكربون).

ملاحظة:  كلما ارتفعت درجة حرارة جسم معين كلما قصر طول موجة إشعاعه.

II-            توزيع الاشعاع الشمسي والعوامل المتحكمة فيه:

عندما يصل الإشعاع الشمسي إلى  كوكب الأرض، يتعرض إلى عدة عوامل تؤثر على طبيعته، وعلى توزيعه على سطح الأرض. من بين هذه العوامل ، عوامل جوية مرتبطة بتأثير الغلاف الجوي وعوامل كونية مرتبطة بكوكب الأرض ككل.

1- العوامل الجوية:

عند اختراق الأشعة الشمسية للغلاف الجوي، تتعرض لثلاثة عمليات تغير من طبيعتها  وكثافتها وقوتها،وهي :

 عملية الانتشار Diffusion و عملية الانعكاس Réflexion وعملية الامتصاص Absorption.

أ- عملية الانتشار Diffusion: وهي عملية ناتجة عن اصطدام الإشعاع الشمسي بالجزئيات المكونة للهواء ، وهي اصطدامات لا متناهية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عدد الجزئيات العالقة بالهواء، فإلى جانب الغازات الأساسية المكونة للهواء هناك ذرات غير غازية ناتجة عن الغبار الذي تقذف به البراكين و حبيبات الملح الناتجة عن ارتطام أمواج البحار والمحيطات بالشواطئ و لقاح النباتات ، إضافة إلى غازات ناتجة عن التلوث كدخان المصانع وعوادم السيارات (هذه الأخيرة التي تشكل خطر على البيئة وعلى التوازن الطبيعي للحياة البيولوجية).

وينتج عن هذه العملية انتشار الضوء الطبيعي، حتى عندما تكون الشمس محجوبة بالسحب.

وعملية الانتشار تكون بطريقة انتقائية أو نخبوية حيث تعمل الذرات الصغيرة الحجم (التي لا يتعدى قطرها 0.001 μ) على تشتيت الأشعة القصيرة،الشيء الذي يفسر وجود اللون الأزرق لون السماء.

كما تعمل الجزيئات الكبيرة نسبيا والتي لا يتعدى قطرها 5 μ على تشتيت الأشعة الطويلة الشيء الذي ينتج عنه اللون الأبيض الموجود في السماء خاصة لون السحب.

( للإشارة فقط وكمثال لعملية التشتيت بصورة اكبر والتي يمكن ملاحظتها بالعين المجردة هو قوس قزح. وقوس قزح ناتج عن ارتطام أشعة الشمس بقطرات المطر، هذه الأخيرة تعمل على تشتيت أشعة الشمس الشيء الذي يعطينا عدد من الألوان على شكل قوس.

وقوس قزح يظهر خاصة إذا كنا في مكان لا تسقط فيه الأمطار بل تسقط في مكان قريب منا وهو يظهر على الحدود الفاصلة بين المكان الممطر والغير الممطر.)

عامل الانتشار لا يؤثر على قيمة الطاقة المخترقة للغلاف الجوي بقدر ما يؤثر على طبيعة الإشعاع، فقيمة الطاقة الواصلة لا تتغير.

ب-  عملية الانعكاس Réflexion : ونقصد هنا عملية انعكاس أشعة الشمس داخل الغلاف الجوي، ويطلق على هذه النسبة المعكوسة "بالبياض".

 فأشعة الشمس عندما تصل إلى سطح السحب، يحدث لنسبة منها انعكاس تعود على إثره خارج الغلاف الجوي، وتقدر هذه النسبة (أي بياض السحب) ب 23 % وهي نسبة الإشعاع المعكوس من الإشعاع الإجمالي (أي تقريبا الربع).

ج- عملية الامتصاص :Absorption   يقوم الغلاف الجوي بدور "مصفاة" filtre وذلك بامتصاص بعض الغازات المكونة  للغلاف الجوي لعدد من الأشعة و تحويلها إلى حرارة.

 والامتصاص يكون بطريقة انتقائية، بمعنى أن كل غاز معين يمتص نوعا معينا من الأشعة، و يظهر هذا الامتصاص بوجود أشرطة سوداء في ا لهواء، وهي عبارة عن ثغرات تسمى "أحزاز الامتصاص" و أهم هذه الغازات التي تلعب هذا الدور هي :

- الأوزون : يوجد على مستوى 25 كلم داخل طبقة ستراتوسفير، نسبته في الهواء ضئيلة جدا إذا ما قورنت مع الغازات الأخرى 6-10 % (أو 0.000001 % ) إلا انه يلعب دور مهما بامتصاصه للأشعة التي يقل طولها عن 0.3 μ (خصوصا بين 0.24 و 0.29 μ) من الوصول إلى سطح الأرض،و هذا الامتصاص هو الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بمنطقة الستراتوسفير.

وتلعب طبقة الأوزون دورا واقيا بامتصاصها للأشعة الما فوق البنفسجية والتي تسبب كما نعرف في سرطان الجلد (ولولا هذه الطبقة – الأوزون – لارتفعت درجة حرارة الأرض بشكل مفرط) وهذا الدور هو الذي يثير انتباه المدافعين عن البيئة  خوفا من حدوث ثقب بهذه الطبقة المحافظة والواقية.

(للإشارة، فقد بلغ ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي ، في شهر شتنبر 2006 ، 29 كلم2 و هو رقم قياسي تم تسجيله إلى حدود هذا التاريخ.)

-         الأكسجين: يمتص الأشعة التي يقل طولها عن 0.2μ داخل الأشعة الما فوق البنفسجية.

-         الغاز الفحمي : يتمركز بطبقات الجو السفلى ،و يمتص الأشعة التحت الحمراء خاصة التي طولها بين 5 و 12 μ .

-         بخار الماء : ويوجد بالطبقات السفلى للجو كذلك، يمتص أكبر كمية من الأشعة تحت الحمراء (10/1 العشر) خاصة التي يتراوح طولها بين 4 و 8.5 μ و بين 11 و 30 μ (أي الإشعاع الأرضي والذي يبلغ أقصاه كما رأينا إلى طول 10 μ).

ففي غياب الأشعة الشمسية ،أي أثناء الليل، فإن بخار الماء يحول دون تسرب الإشعاع الأرضي خارج الغلاف الجوي، وذلك بامتصاصه لهذا الإشعاع واختزانه للحرارة، وبذلك يحول دون التبريد السريع لسطح الأرض أثناء الليل، و تسمى  هذه الظاهرة ب" Effet de serre " أي"  مفعول البارية" أو "ظاهرة الاحتباس الحراري" كما يعرفها البعض.

(نجد نفس المبدأ في البيوت الدفيئة المخصصة للزراعة لتجنب تبريد الأرض أثناء الليل وتضرر المحصول الزراعي).

  لذلك نلاحظ في المناطق الصحراوية ،حيث الجو صاف يغيب فيه بخار الماء أو الغاز الفحمي ، أن إشعاع الشمس أثناء النهار تصل منه نسبة 4/1 أو 3/1 إلى سطح الأرض (وهي نسبة مهمة مقارنة مع المناطق الأخرى ، النسبة الباقية تمتص داخل الغلاف الجوي أو يقع لها انعكاس) الشيء الذي يؤدي إلى ارتفاع الحرارة أثناء النهار بهذه المناطق، وفي الليل، ونظرا لعدم وجود بخار الماء  الذي يختزن الإشعاع الأرضي  "أشعةIR تحت الحمراء" ويحوله إلى حرارة، فإن سطح الأرض يبرد بسرعة، وهذا ينتج عنه تباينات حرارية مهمة بين الليل والنهار، والى مدى حراري مرتفع (والمدى الحراري هو الفرق بين درجة الحرارة القصوى والدنيا).

 

 

 

 

 

 

2- العوامل الكونية:

نظرا لأن كوكب الأرض كروي الشكل، محوره مائل، فإن توزيع الإشعاع الشمسي سيعرف اختلافا حسب الزمان (الفصول) وحسب المكان (العروض).

أ- الفصول:

 

 

تستغرق دورة الأرض حول الشمس سنة (أي 365يوم و 4/1 أو 6 ساعات).

وبسبب ميل محور الأرض ( ب'27 °23 ) فان وضع الأرض بالنسبة للشمس على طول السنة يؤثر بطريقة مباشرة على توزيع الطاقة الشمسية فوق سطح الأرض. فطول النهار ( أي مدة التشميس النظرية) لا تتغير عند مستوى خط الاستواء، في حين فإنه يطول في فصل الصيف ويتقلص في فصل الشتاء.

* ففي 21 أو 22 يونيو عند الزوال (بلوغ الشمس نقطة السمتzénith  تكون أشعة الشمس متعامدة مع مدار السرطان الذي يوجد عند خط عرض 27' °23 ش و يسمى هذا اليوم بيوم الانقلاب الصيفي، حيث يبلغ طول النهار أقصاه (النهار طويل والليل قصير)

* بعد هذا التاريخ تنزل الحركة الظاهرية للشمس تدريجيا إلى مستوى خط الاستواء (خط عرض °0) إلى أن تصبح أشعة الشمس متعامدة معه يوم 22 أو 23 شتنبر ، ويسمى هذا اليوم بالاعتدال الخريفي، حيث يتساوى طول النهار والليل عند كل العروض ( أي 12 ساعة)

* ومع دوران الأرض حول الشمس، تنزل حركة الشمس الظاهرة إلى النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لتتعامد أشعة الشمس مع مدار الجدي (عن خط عرض '27 °23 ج) يوم 22 أو 23 دجنبر عند الزوال، ويسمى هذا اليوم بالانقلاب الشتوي، وهنا يبلغ طول الليل أقصاه (الليل أطول من النهار في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. في حين في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، فإن هذا التاريخ يوافق الانقلاب الصيفي.)

* ثم تعود حركة الشمس الظاهرية إلى الصعود اتجاه النصف الشمالي من الكرة الأرضية لكي تتعامد الأشعة الشمسية مع خط الاستواء مرة ثانية يوم 20 أو 21 مارس حيث يتساوى طول الليل والنهار للمرة ثانية خلال سنة، ويسمى هذا اليوم بالاعتدال الربيعي.

بعد هذا التاريخ ، يطول النهار تدريجيا إلى |أن  يصل أقصاه يوم 21 أو 22 يونيو، وبهذا تكون الأرض قد  أتمت سنة في دورتها حول الشمس.

نلاحظ في ما سبق، أن أشعة الشمس تتعامد مع خط الاستواء مرتين في السنة، عند الاعتدال الخريفي والاعتدال الربيعي، في حين تتعامد مع مدار السرطان ومدار الجدي مرة واحدة في السنة (مع الأول عند الانقلاب الصيفي، و مع الثاني عند الانقلاب الشتوي).

ب- العروض:

تختلف الطاقة الحرارية للشمس من خط عرض لآخر، وذلك حسب عاملين أساسين: زاوية سقوط الأشعة الشمسية وسمك الغلاف الجوي

* زاوية السقوط :

تكون الطاقة الحرارية التي تصل إلى سطح الأرض أكبر إذا كانت زاوية سقوط الأشعة الشمسية متعامدة مع سطح الأرض، فكلما كانت زاوية السقوط كبيرة، كلما كانت الأشعة مركزة وذات قوة حرارية مرتفعة وتكون نسبة البياض Albédo ضعيفة.( للتذكير فان البياض هو نسبة الأشعة الشمسية المعكوسة).

وكلما كانت زاوية سقوط الأشعة صغيرة كلما انتشرت هذه الأشعة على مساحة اكبر، وارتفعت نسبة البياض، الشيء الذي يجعل قوة الطاقة الحرارية الواصلة ضعيفة.

 

 وبما أن الأرض كروية الشكل، فإن زاوية سقوط الأشعة تختلف حسب خطوط العرض، حيث تعتبر المناطق البيمدارية (بين مدار السرطان و مدار الجدي) هي المستفيدة الأولى من الطاقة المكتسبة ،بما أن أشعة الشمس تتعامد مع كل مدار مرة في السنة و مرتين عند خط الاستواء.

في حين تبقى مناطق العروض العليا أقل استفادة من هذه الطاقة الحرارية نظرا لصغر زاوية سقوط الأشعة مع هذه العروض، إلا أن طول النهار في فصل الصيف يعوض بصفة نسبية هذا العجز.

(عموما كلما اقتربنا من الخطوط الاستوائية كلما كانت الاستفادة أكبر، نفس القاعدة بالنسبة للمغرب حيث نلاحظ أن درجة الحرارة تكون مرتفعة في الأقاليم الجنوبية إذا ما قارناها بالأقاليم الشمالية)

* سمك الغلاف الجوي :

اختراق الأشعة الشمسية للغلاف الجوي يغير من طبيعتها وكثافتها، ويؤثر بذلك على الطاقة الواصلة  لسطح الأرض، وسمك الغلاف الجوي الذي تخترقه الأشعة الشمسية له علاقة مباشرة بزاوية سقوط الأشعة مع سطح الأرض.

 فالأشعة التي تكون مع سطح الأرض زاوية قائمة أو شبه قائمة تخترق سمكا اقل وتحمل طاقة اكبر نظرا لتركزها، كما هو الشأن بالنسبة للمناطق البيمدارية . بينما الأشعة المائلة (أي ذات زاوية سقوط صغيرة) تقطع مسافة اكبر داخل الغلاف الجوي، وتنتشر على مساحة اكبر نظرا لقلة تركزها، وبذلك تكون الطاقة المحمولة ضعيفة،و هذا ما نلاحظه في المناطق القطبية مثلا.

فكمية الطاقة الحرارية التي يتلقاها سطح الأرض تتحدد بمدى تركزها فوق هذا السطح، لذلك فإن أشعة الشمس في المناطق ذات العروض العليا (خاصة في ا لمناطق القطبية) تقطع مسافة أطول داخل الغلاف الجوي الشيء الذي يؤدي إلى ضعف الطاقة الحرارية المكتسبة، نظرا لعامل الامتصاص و الانتشار الكبيرين اللذان يطرآن على الأشعة الشمسية في هذه المناطق، إضافة  إلى عامل انعكاس الأشعة الشمسية "البياض"خاصة فوق المناطق الجليدية.

 

 هذان العاملان (أي زاوية سقوط الأشعة وسمك الغلاف الجوي) يؤثران بصفة كبيرة على توزيع الطاقة الشمسية على سطح الأرض ويؤثران بشكل ملحوظ على التوزيع الجغرافي للنطاقات المناخية.

3 عوامل أخرى :

أ – التضاريس:

تعمل التضاريس الجبلية على تغيير قيمة الإشعاع الشمسي المكتسب، وذلك بتدخل عاملين :

* الارتفاع : حيث يزداد الإشعاع الشمسي مع الارتفاع (ففي حالة وجود سلاسل جبلية يفوق ارتفاعها 3000 متر عند عروضنا، فإن الطاقة الحرارية المكتسبة تناهز الطاقة الحرارية  بالسهول الاستوائية ويرجع سبب ذلك إلى صفاء الجو، كون طبقات الجو الدنيا التي تلعب دورا كبيرا في امتصاص بعض الأشعة لا يبقى لها أي دور مهم نظرا لقلة بخار الماء والغاز الكربوني عند هذا المستوى من الارتفاع حيث يبقى المجال مفتوح لمرور أشعة الشمس (خصوصا وان سمك الكتلة الجوية عند هذا الارتفاع يبقى ضعيف نسبيا).

* التوجيه :Orientation وجود سفوح وانحدارات شديدة بالمناطق الجبلية يؤدي إلى وجود تناقضات حرارية محلية، سواء من حيث فترة التشميس أو حدة حرارة الإشعاع الذي يتلقاه سطح الأرض، فمدة التشميس عند قعر الأودية تبقى قصيرة نسبيا إذا ما قارناها بالقمم الجبلية.

كما أن السفوح المتجهة نحو الجنوب (الشميسة) تعرف ارتفاع حراري مقارنة مع السفوح المتجهة نحو الشمال (الظليلة) كون زاوية سقوط الأشعة على السفوح الشمسية تكون شبه قائمة وبالتالي تكون الطاقة الحرارية المكتسبة جد مركزة.

 

ب – البياض  Albédo:

عندما تصل الأشعة الشمسية سطح الأرض، فإن نسبة منها يحدث لها انعكاس، وتسمى هذه النسبة المعكوسة بالبياض، وقيمة البياض مرتبطة بزاوية سقوط الأشعة الشمسية، وكذلك بطبيعة  ولون سطح الأرض.

طبيعة  سطح الأرض
البياض %
أرض رطبة
8 – 10
أرض صخرية جافة
12-25
الرمال
25-30
غابة كثيفة
5-20
أرض معشوشبة
10-35
ثلوج قديمة
50-70
ثلوج حديثة
80-85
البحار والمحيطات
3-13
السحب
21-69

 

نلاحظ من خلال هذا الجدول أن المجالات التي تختزن أكثر كمية من الطاقة الشمسية هي المجالات ذات اللون الداكن (الغابة – المحيطات)لأن نسبة البياض فيها ضعيفة.

أما المجالات ذات اللون الفاتح (السحب، المناطق الجبلية) فإن نسبة البياض بها مرتفعة، وبذلك تكون الطاقة الشمسية المكتسبة ضعيفة.

III- الإشعاع الأرضي :

رغم فقدان قسط من أشعة الشمس عند اختراقها الغلاف الجوي، فإنه يصل إلى سطح الأرض معدل 50 % من الإشعاع الإجمالي (تقريبا النصف).

وبما أن معدل حرارة الأرض يبقى قار constant  (°13)، فهذا يعني  أن اليابسة والبحار تفقد نفس الكمية من الطاقة التي تتوصل بها (و إلا لارتفع معدل حرارة الأرض باستمرار يوما عن يوم)

كيف تفقد هذه الطاقة ؟

قسم من الإشعاع الشمسي يعكس بمجرد وصوله إلى سطح الأرض وهو ما يسمى بالبياض و الذي تتحكم فيه زاوية سقوط الأشعة، ولون سطح الأرض، أما القسم الغير المعكوس- أي الممتص – فإنه يساهم في تسخين القشرة الأرضية. إعادة هذا الإشعاع إلى الجو يكون على شكل إشعاع ارضي (خاصة في الليل عند غياب الإشعاع الشمسي) ذو موجات طويلة غير مرئية – أي الأشعة تحت الحمراء – و التي يتراوح طولها ما بين 9 و 13μ. ولولا مفعول البارية – effet de serre  - أي الحفاظ على هذه الأشعة المفقودة بواسطة بخار الماء و الغاز الكربوني. لكان معدل حرارة الأرض اكثر برودة بحوالي مما هو عليه اليوم، أي° 18-  عوض °13. (الفرق سيكون °31).

 

ويجب الإشارة  هنا إلى أن تزايد نسبة الغاز الفحمي  بسبب الأنشطة البشرية قد تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في السنين المقبلة مع جميع العواقب التي قد تنجم عن ذلك من اختلال في التوازن الطبيعي والبيولوجي وارتفاع مستوى البحر الخ....)

خلاصة :

تختلف الطاقة الحرارية الإجمالية التي يتلقاها سطح الأرض حسب العروض.

فالمناطق البيمدارية هي المستفيدة الأكبر من هذا التوزيع حيث تتلقى أكبر كمية من الطاقة الشمسية المكتسبة، بينما تقل هذه الكمية كلما اتجهنا نحو المناطق القطبية.

فعلى سبيل المثال، تصل الطاقة الحرارية في المناطق الصحراوية إلى 200 كيلو حريرة (Calories) في السنة بينما لا تتعدى 70 كيلو حريرة (Calories) في المحيط  المتجمد الشمالي (نظرا لحدة زاوية سقوط الأشعة الشمسية بهذه المناطق ولطول المسافة المقطوعة داخل الغلاف الجوي إضافة إلى ارتفاع نسبة البياض لوجود ثلوج دائمة).

وإذا اعتمدنا على هذا المنطق ، فمن المفروض أن المناطق البيمدارية ستعرف ارتفاعا حراريا مستمرا، في حين ستعرف المناطق التي يتعدى خط عرضها °50 عجز حراري وبرودة مستمرة.

إلا أن الحركات الهوائية الأفقية والتيارات البحرية تعمل على نقل الطاقة الحرارية المكتسبة بين المناطق الحارة والمناطق الباردة أي من مناطق الفائض إلى مناطق العجز، (مثلا "تيار الكناري" البارد من جنوب أوربا إلى المناطق شبه المدارية أو "تيار الخليج"  Golf stream الدافئ من خليج المكسيك إلى أوربا الشمالية). ينتج عن هذا التبادل نوع من التوازن النسبي بين مختلف العروض، والتخفيف من حدة التباينات الحرارية على مستوى توزيع النطاقات المناخية. .٪

 

 

الحرارة

 

مقدمة:

من أهم عناصر المناخ، الحرارة، وهي تعبير فيزيائي للطاقة الكامنة في كل جسم. فكلما زادت طاقة جسم ما، كلما زادت درجة حرارته.

وتتحكم الحرارة في العناصر المناخية الأخرى بما فيها الضغط الجوي والرياح  و التبخر الفيزيائي والفيزيلوجي  وفي التكاثف وبالتالي في التساقطات.

وبما أن الشمس هي المصدر الرئيسي للحرارة، فهذه الأخيرة لها علاقة مباشرة بتوزيع الإشعاع الشمسي على سطح الأرض. إلا أن الحركات الهوائية والتيارات البحرية تعمل على خلق نوع من التوازن الحراري، وذلك بنقل الطاقة الحرارية من مناطق الفائض إلى مناطق العجز أو الخصاص ( مثلا من المناطق البيمدارية إلى مناطق العروض العليا خصوصا القطبية منها).

I-    وحدات قياس الحرارة:

1-      الدرجة المئوية أو درجة سلسيوس:  نسبة إلى Celsius (1670-1756) الذي هو مخترع هذه الوحدة.

وتنقسم إلى مائة درجة، يعتبر الصفر ° 0 س الدرجة التي يبدأ الماء فيها بالتجمد، و  °100س  هي الدرجة التي يبدأ فيها الماء بالغليان أي بداية تحويله إلى غاز.

2-      درجة فرنهايت Fahrenheit (1710):  هذا المقياس هو أكثر استعمالا في الدول الأنكلوسكسونية إذ يعتبر درجة تجميد الماء هي ° 32 ف ودرجة غليان الماء هي 212 ف حيث أن :

212°F = 100°C   ;    32°F = 0° C

(  C   = س = سلسيوس  و  F = ف = فرنهايت  )

هناك صيغة أو معادلة رياضية لتحويل الدرجة المئوية إلى درجة فرنهايت وهي :

C = 5/9 (F – 32)

F = (9/5  x C) + 32

II-              أجهزة قياس الحرارة:

لقياس درجة الحرارة يستعمل جهاز "المحرار" Thermomètre  ، وهو ينقسم إلى نوعين:

1-      المحرار الزئبقي : وهو عمود زجاجي به زئبق يمتد عند ارتفاع الحرارة ويسجل بذلك الحرارة العليا أثناء النهار.

2-      محرار الكحول : وهو عمود زجاجي به كحول يستعمل لقياس الحرارة الدنيا أثناء الليل، لأن الزئبق يتجمد إذا انخفضت درجة الحرارة إلى اقل من °39 – مئوية تحت الصفر. ويستعمل محرار الكحول خصوصا في البلدان الشديدة  البرودة.

 ولتسجيل درجات الحرارة الفعلية للهواء،تستعمل محطات الأرصاد الجوية مخابئ خشبية مهواة (أي بها فتحات) على علو 1.5 متر أو مترين فوق ارض معشوشبة يوضع فيها المحرار، حتى لا يتأثر هذا الأخير بأشعة الشمس المباشرة، أو بالأشعة المنعكسة على الأماكن المجاورة، و يسجل بذلك حرارة مرتفعة عن الواقع ، فدرجة حرارة الهواء يجب أن تقاس تحت الظل.

 

3-      المحرار المسجل Thermographe  :



 

هو أقل دقة من حيث القياس، وتكمن إيجابياته في كونه يسجل درجات الحرارة بواسطة ريشة على شريط من الورق مجزأ إلى 7 أجزاء، كل جزء يشير إلى يوم، فيعطينا رسما بيانيا يمثل التقلبات الحرارية لمدة أسبوع مع ساعة تسجيل الحرارة العليا والدنيا.

III-           كيف يتم تسخين الهواء ؟

يتم تسخين الهواء وتوزيع الحرارة من مكان إلى آخر بواسطة 3 طرق :

1-      التوصيل Conduction:

عند تلامس جسم أكثر حرارة لجسم أقل حرارة، تنتقل هذه الأخيرة من الجسم الأول إلى الثاني تبعا لقانون التوازن الحراري.

2-     الحركات الهوائية: حيث يتم نقل الحرارة بواسطة التيارات الهوائية إما بطريقة تصاعدية convection أو بطريقة أفقية Advection.

أ‌-        التصاعد: ناتج عن تسخين القشرة الأرضية للهواء، حيث يخف وزنه، فيرتفع إلى الأعلى مسخنا بذلك الطبقات الهوائية التي يصل إليها.

          ب-  التأفق Advection : ونعني به انتقال الهواء بواسطة حركات أفقية    ما بين منطقة دافئة و أخرى باردة مثلا ما بين اليابس و البحار (نسيم البحر ونسيم البر) أو رياح الشرقي التي تحمل هواء دافئا وجافا من المناطق الشرقية و الجنوبية الشرقية إلى المناطق الغربية و الشمالية الغربية.

        ج- تحرير الحرارة الكامنة  Chaleur latente   :عند ارتفاع درجة الحرارة يتبخر الماء، فتكمن تلك الحرارة في ذرات بخار الماء، وعندما يحدث التكاثف ثم التساقطات ، يتم تحرير تلك الحرارة الكامنة وتساهم بذلك في تسخين الطبقات الهوائية التي تمت فيها عملية التكاثف (كمثال لذلك: ظاهرة الفوهن).

IV-           التوزيع المجالي للحرارة :

1-      التوزيع العمودي:

القاعدة العامة لهذا التوزيع هو الانخفاض التدريجي للحرارة مع الارتفاع بمعدل °0.6 كل 100 متر، ويسمى هذا الانخفاض بالممال أو التدريج الحراري أي " Le thermique gradient ". إلا أن هذه النسبة غير قارة إذ تختلف في الحقيقة من وقت إلى آخر ومن مكان إلى آخر، وهذا الممال يمكننا من رسم منحنى يسمى "منحنى الحالة" Courbe d’état.

أ‌-       الحالة العادية: عندما يكون الهواء ثابتا و قارا Air stable.

 

في هذه الحالة  يكون التناقص منتظما ومنحنى الحالة مستقيما وهذا يدل على أن أشعة الشمس المباشرة ليست المسؤولة عن تسخين الهواء الملامس لسطح الأرض وإنما هذا الأخير نفسه عن طريق التلامس، إضافة إلى الغازات الموجودة في الطبقات السفلى  التي تعمل على امتصاص الأشعة الشمسية وتحويلها إلى حرارة.

 إلا أن هناك حالات خاصة يرسم فيها منحنى الحالة انكسارات لظروف مناخية محلية ومن بين هذه الحالات غير العادية :

ب‌-   وجود انقلاب حراري :

هنا الحرارة تزداد مع الارتفاع إلى حدود 3 كلم، وتصبح الحالة عادية بعد هذا المستوى.

السبب وجود سطح بارد جدا يبرد الطبقة الهوائية الملامسة لسطح الأرض، ويضعف هذا التأثير كلما ابتعدنا عن سطح الأرض.

 

وتحدث هذه الحالة في فصل الشتاء أثناء الليل ،نظرا لطوله ، حيث يكون الجو صافيا إذ يبرد سطح الأرض بسرعة ويقوم بتبريد طبقات الجو الملامسة له، في حين تبقى طبقات الجو العليا دافئة .

ونجد هذه الحالة كذلك في المناطق الجبلية أثناء الليل إذ أن الهواء عندما يبرد في الليل ترتفع كثافته ويزداد وزنه فينزلق إلى قعر الأودية التي تصبح أبرد من أعالي السفوح. و لا تعود الأمور إلى ا لحالة العادية إلا بعد طلوع الشمس (بعد تدفئة قعر الوادي).

و عادة ما ينتج عن هذه الحالة حدوث الصقيع.

ج‌-    هبوط مفرط بالنسبة للحالة العادية

يمكن أن يطرأ على رسم منحنى الحالة هبوط مفرط بالنسبة للحالة العادية إذا تواجدت طبقة هوائية  باردة بطبقة الانقلاب (أو الهبوط المفرط لدرجة الحرارة).

 

د‌-      انقلاب حراري عكسي:

 

 

 

دائما داخل "الطبقة الجغرافية" يمكن أن يحدث انقلاب حراري عكسي ويكون ذلك ناتج إما:

-         عن تلاقي كتل هوائية باردة مع كتل هوائية دافئة، فينزلق الهواء البارد تحت الهواء الدافئ لأنه أثقل.

-         أو عند وجود سحب بمنطقة الانقلاب الحراري (حيث تكون السحب حاجبة للشمس) فتسخن ذرات الماء التي بالسحب ويترتب عن ذلك هذا الانقلاب العكسي.

 

2-     التوزيع الأفقي للحرارة :

تستعمل لدراسة التوزيع العالمي للحرارة خرائط مناخية تسمى "خرائط توزيع الحرارة" ممثلة بخطوط الحرارة المتساوية Isothermes، وهي عبارة عن خطوط  تربط بين عدة مناطق لها نفس درجة الحرارة (تذكرنا بخطوط التسوية).

بالنسبة للخرائط المحلية (50000/1) أو الإقليمية (200000/1) تمثل درجات الحرارة الحقيقة.

بالنسبة للخرائط العالمية والأطالس Atlas، ولتلافي تأثير التضاريس على هذا التوزيع، تعدل درجات الحرارة إلى مستوى سطح البحر حسب المعادلة التالية:

الفرق في درجات الحرارة=(الممال الحراري xالارتفاع م)/100

 

فمثلا بالنسبة لمحطة أرصاد جوية توجد على علو 1000 متر، فالفرق في درجات الحرارة هو °6 (بما أن الممال الحراري هو °0.6 كل 100 م)، إذن سنضيف هذا الفرق إلى درجة المحطة المعنية للحصول على درجة معدلة إلى سطح البحر(و العكس صحيح، أي يمكن طرح هذا الفرق من حرارة محطة توجد عند مستوى سطح البحر إذا أردنا معرفة مقابلها عند القمة).

 

 

إذا نظرنا إلى خرائط توزيع الحرارة في العالم نلاحظ:

§       أن درجة الحرارة تنخفض مع تزايد العروض،

§       أعلى درجات الحرارة توجد بالمناطق المدارية وشبه المدارية، (حيث تتواجد الضغوط المرتفعة و يقل بخار الماء) الشيء الذي يفسر ارتفاع خط الاستواء الحراري عن مستوى خط الاستواء الجغرافي. واقل درجات الحرارة توجد عند القطبين.

(خط الاستواء الحراري هو المنحنى الفاصل بين خطوط تساوي الحرارة في النصف الشمالي و الجنوبي من الكرة الأرضية – يمكن تشبيهه بمحور تماثل خطوط تساوي الحرارة).

§       التباينات الحرارية ضعيفة في المناطق البيمدارية بينما تنخفض درجات الحرارة بسرعة في اتجاه القطبين حيث تصل إلى اقل من °50 – تحت الصفر عند القطب الجنوبي.

§       خطوط تساوي الحرارة أقل تعرجا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية مقارنة مع النصف الشمالي،لأن سطح  الأرض اكثر تجانسا  في النصف الجنوبي حيث تقل المساحات اليابسة وتزداد المساحات المائية و التي تمثل نسبة 5/4 نصف الكرة الجنوبي.

§       هناك تباينات حرارية مهمة بين المناطق الساحلية والمناطق الداخلية، ويظهر ذلك من خلال انثناء و انعراج خطوط تساوي الحرارة الذي يوافق وجود تيارات بحرية باردة أو دافئة (قارن ذلك مع خريطة التيارات البحرية). لذلك نلاحظ، على خرائط توزيع الحرارة، أن هناك انثناء خطوط تساوي الحرارة نحو خط الاستواء في المناطق التي توجد بها التيارات البحرية الباردة. (مثلا غرب إفريقيا و سواحل البيرو والشيلي) وانثناء خطوط تساوي الحرارة نحو القطبين في المناطق التي توجد بها تيارات بحرية دافئة (مثلا شمال أوربا الغربية والسواحل الشرفية للولايات المتحدة الأمريكية بسبب مرور تيار خليج المكسيك الدافئ.

§       أن خطوط تساوي الحرارة تتحرك نحو الجنوب في شهر يناير ونحو الشمال في شهر يوليوز تبعا للحركة الظاهرية للشمس، ويظهر ذلك جليا من خلال وضع خط الاستواء الحراري.

3-      القارية والقرب من البحر:

ونعني هنا الاختلاف الحراري بين اليابس والبحار، فالبحر يلعب دور المنظم الحراري " Le régulateur thermiques"   إذ يلطف من حرارة المناطق الساحلية، هذا الدور يتلاشى كلما اتجهنا نحو الداخل حيث ترتفع درجة الحرارة في الصيف وتنخفض في فصل الشتاء ،و  يترتب عن ذلك وجود مدى حراري سنوي مرتفع.

فإذا أخذنا مجموعة من المحطات على نفس خط العرض، و التي من المفروض أن تكون لها نفس درجة الحرارة ، سنلاحظ أن درجة حرارة الهواء ستختلف بين المحطات الساحلية والمحطات الداخلية ، وقد يصل هذا الاختلاف إلى اكثر من °30 درجة مئوية (و هذا هو الذي يجعل خطوط تساوي الحرارة ترسم انثناءات عند السواحل).

فعكس سطح الأرض الذي يبرد ويسخن بسرعة، فإن مياه البحر تختزن الحرارة لمدة أطول وتفقدها ببطء، و هاته العملية تجعل درجة حرارة الهواء فوق البحار تكون مرتفعة عما هي عليه فوق اليابس في فصل الشتاء، و العكس صحيح في فصل الصيف.

لهذا السبب، يلعب البحر دور المنظم الحراري بتلطيف الهواء في فصل الصيف وتدفئته في فصل الشتاء عند السواحل، فيخفف بذلك من حدة التباينات الحرارية بين الفصول وبين الليل والنهار. ويتلاشى  هذا الدور كلما اتجهنا نحو الداخل.

و لتعزيز هذه الفكرة، سنأخذ مثالا من المغرب لمحطات توجد عند نفس خط العرض تقريبا.

المحطة
خط
العرض
البعد عن البحر بكلم
معدل الحرارة الدنيا
معدل الحرارة القصوى
المدى الحراري
الرباط
' 03°34
5
12.6
22.5
9.9
القنيطرة
' 18°34
10
12.4
23.3
10.9
سيدي سليمان
'16°34
53
11.4
25.4
14
تازة
'13°34
220
10
27.1
17.1

(ملاحظة : يظهر من خلال هذا الجدول أن المدى الحراري يزداد كلما ابتعدنا من الساحل ، حيث يفقد البحر مفعوله وتأثيره في المناطق الداخلية)

ونشير كذلك إلى أن المدى الحراري السنوي يرتفع مع تزايد العروض ويبقى ضعيف عند خذ الاستواء، ويعزى ذلك إلى اختلاف طول الليل والنهار حسب الفصول كما رأينا في المحور المتعلق بالظواهر الإشعاعية.

و بتضافر عامل القارية والعروض، نجد أن المحطات التي تعرف أكبر مدى حراري سنوي، هي التي توجد في المناطق الداخلية ذات العروض العليا( أكثر من °40) مثلا في الاسكا وسيبريا. أما في المناطق الاستوائية، فإن المدى الحراري لا يتعدى °4 (انظر خريطة المدى الحراري في العالم).

 

v-  التنظيمات الحرارية Les régimes thermiques   (أو التوزيع الحراري حسب الزمان):

تعتبر من أهم المعطيات لدراسة خصائص المناخ لمنطقة معينة ويعبر عنها برسوم بيانية تمثل التطور الحراري لمدة معينة تكون عادة سنة، وتكون مبنية على المتوسطات الحرارية الشهرية، أو على المتناهيتين العليا والدنيا الشهريتين.

كما تمكننا من دراسة التغيرات الحرارية الدورية خاصة السنوية منها.

 

المحطة
Eurika
Canada
Brest
France
Cayenne
Guyane
خط العرض (الشهور)
'30°82 ش
'27 °48 ش
'50 °4 ش
يناير
35.9-
6.1
25.1
فبراير
37.3-
5.8
25.2
مارس
37.6-
7.8
25.5
أبريل
26.8-
9.2
25.7
ماي
9.7-
11.6
25.3
يونيو
2.7
14.4
25.2
يوليوز
5.7
15.6
25.1
غشت
3.8
16
26.6
شتنبر
6.7-
14.7
26.1
أكتوبر
21.6-
12
26.3
نونبر
30.6-
9
26
دجنبر
35.2-
7
25.4
المعدل السنوي
19.1-
10.8
25.5
المدى الحراري
43.3
10.2
1.2

 

ملاحظة : في أوركا ، المدى الحراري السنوي مهم، إلا انه يصعب الحديث هنا عن فصل الصيف، لأن أحر شهر لا تتعدى متوسط درجة حرارته °6 .

المدى الحراري السنوي هو الفرق بين أقصى متوسط شهري و أدنى متوسط شهري، وهو ما يسمى بمتوسط المدى الحراري السنوي.

المدى الحراري السنوي المطلق هو الفرق بين الدرجة العليا المطلقة للشهور والدرجة الدنيا المطلقة للشهور).

 

 

 

 

التعليق على الجدول و الشكل :

1-     اوركا : المدى الحراري السنوي مهم يتعدى °40، كما نجد غلبة لدرجات الحرارة السلبية مما  يدل على برودة مفرطة، إذن فمناخ هذه المحطة قطبي.

2-     بريست : لا نجد حرارة شهرية متوسطة تقل عن °0 أو تزيد عن °20،المدى الحراري متوسط (°10.2)، إذن فمناخ هذه المحطة معتدل.

3-     كايين : منحنى توزيع الحرارة داخل السنة يرسم خطا شبه مستقيما دلالة على وجود مدى حراري ضعيف، حيث نجد تقريبا نفس درجة الحرارة على طول السنة ومرتفعة نسبيا، إذن فالمحطة توجد داخل نطاق مناخ استوائي لا يعرف فصول، لأن المتوسطات الشهرية  متشابهة .

نموذج من المغرب : أكادير ومراكش

       المحطة
                 العرض
اكادير
'23°30
مراكش
'37°31
يناير
14
11.9
فبراير
15.1
13.4
مارس
16.5
15.7
ابريل
17.5
17.7
ماي
19.1
21.1
يونيو
20.6
24.4
يوليوز
22.1
28.2
غشت
22.4
28.6
شتنبر
21.6
25.1
اكتوبر
20.4
21.2
نونبر
18
16.4
دجنبر
14.4
12.2
المعدل السنوي
18.5
19.7
المدى الحراري
8.4
16.7

 

 

التعليق:

نلاحظ أن درجات الحرارة الدنيا مسجلة في شهر يناير والعليا في شهر غشت بالنسبة للمحطتين، إلا انه بالنسبة  لمدينة أكادير، فالحرارة الدنيا مرتفعة مقارنة بمثيلتها في مراكش، أما الحرارة العليا فيقع العكس  حيث نجدها اكثر ارتفاعا في مراكش.

إذن ففي فصل الشتاء تتجاوز درجات الحرارة بمدينة أكادير حرارة مدينة مراكش، في حين نجد أن المتوسطات الشهرية أكثر ارتفاعا في مراكش في فصل الصيف ، وبعبارة أخرى ، فان المدى الحراري السنوي اكبر بمدينة مراكش مما يدل على قارية المحطة.

في حين يبقى المدى الحراري ضعيف بمدينة  أكادير نظرا لتدخل البحر الذي يلعب دور المنظم الحراري، و يساهم بالتالي في التخفيف من حدة التباينات الحرارية الفصلية.٪



                                                                                           

الضغط الجــــوي
مقدمة:
تمثل الكتلة الجوية حوالي 5130 مليون طن، وبما أن لها وزنا، فهي تمارس نوعا من الضغط على سطح الأرض بفعل الجاذبية يعرف بالضغط الجوي، وهو وزن عمود من الهواء، طوله من سطح الأرض إلى نهاية الغلاف الجوي سمكه 1 سنتم2.
I – أجهــزة القيـــاس :
1- باروميتر عمود الزئبق Baromètre à colonne de mercure  :
وهو عبارة عن أنبوب زجاجي مدرج بالمليمترات، ومملوء بالزئبق، موضوع راسيا على إناء مملوء بالزئبق كذلك، على أساس أن لا يتسرب الهواء إلى الأنبوب، فكلما كانت هناك قوة ضاغطة على الزئبق الموجود في الإناء، كلما ارتفع مستوى ضغط الزئبق الموجود، في الأنبوب أو العمود، فيعطي قيمة هدا الوزن بالملم، ثم يتم تحويل هذه القيمة إلى الوحدة الأساسية لقياس الضغط وهي "الملبار" أو الهيكتوباسكال (Hectopascal)  .
1 ملبار = 4/ 3ملم من الزئبق أي 0.75 ملم.
1 ملم من الزئبق = 1.333 ملبار
في ظروف عادية (عند مستوى البحر، عند درجة حرارة °0 وخط عرض 45)  فإن وزن عمود من الهواء سمكه سنتم2 يساوي 76 سنتم داخل عمود الزئبق ،أي 760 ملم، و لتحويل هذه القيمة إلى الملبار" mb " أو الهيكتوباسكال "    hpa "نستعمل المعادلة التالية:
760 X 1.333 = 1013 ملبار " mb"
إلا أنه بعد سنة 1986، تم التخلي عن استعمال كلمة "ملبار" (لأنها تعني قياس الضغط لكن بوحدة قياس المسافة ربما للعالم الفرنسي أي ملم) وعوضت بكلمة الهيكتوباسكال hectopascal (تكريما للعالم الفيزيائي الفرنسي Pascal 1646 ) يرمز إليها ب Hpa التي لها نفس قيمة الملبار، بمعنى أن:
1 هكتوباسكال = 1 ملبار
وتوجد الآن أجهزة الباروميتر، مدرجة بالهكتوباسكال عوض المليمتر، تسمح لنا بقراءة عدد الهكتوبسكالات مباشرة على الجهاز دون القيام بعملية التحويل
2- : بارومتر انيرويد Anéroïdes   :


هو جهاز يعتمد في قياسه على تمدد معدن خاص، يكون وعاء فارغا من الهواء، يتمدد ويتقلص تبعا لتغير الضغط الجوي، ويشير إلى الضغط بواسطة عقرب يشبه عقرب الساعة غالبا ما يكون مكتوب عليه نوع الطقس ( جميل- مضطرب – متغير).
هذا الجهاز هو أقل دقة من الأول، إلا أنه يمكن نقله بسهولة، ويمكن ضبطه بسهولة إلى مستوى سطح البحر إذا كنا على مستوى مرتفع، مثلا في مناطق جبلية.
(على ذكر الارتفاع، فإن تغيير بسيط من طابق إلى آخر داخل عمارة قد يؤثر على الضغط المسجل ب 1.25 hpa ).
4-        Barographe   الباروميتر المسجل:

يعتمد على نفس مبدأ الجهاز الثاني -Anéroïdes - إلا أنه يكون مجهزا بنظام ميكانيكي أو الكتروني يسمح بتسجيل الضغط الجوي على شريط من الورق (مثل المحرار المسجل            thermographe).  
II- أنواع الضغوط الجوية :
يمثل الضغط الجوي على الخرائط الجوية اليومية بواسطة منحنيات تدعى "منحنيات تساوي الضغط" Isobares، تصل بين مختلف نقط الضغط المتساوية (تذكرنا بخطوط التسوية). مجموع هذه المنحنيات تعطينا رسوما وأشكالا تسمى مجالات انضغاطية « Champs de pression » ، يمكن تقسيمها إلى عناصر رئيسية وعناصر ثانوية :
1- العناصر الرئيسية:
أ‌-       الضغط المرتفع:

 ويطابق مجموع خطوط الضغط المتساوية التي تفوق 1015 hpa. )بما أن متوسط الغط الجوية هو hpa 1013، فقد تم جبر هذا الرقم على الخرائط الجوية إلى 1015 hpa  و ممثل بخط سميك ،وقد حول إلى 1015حتى تسهل عملية قراءة هذه الخطوط،  لأن فارق منحنيات تساوي الضغط هو5  hpa. فكلما تعدت قيمة الخطوط 1015 hpa، يعتبر ضغطها مرتفعا، وكل ما نزلت عن هذا المستوى يعتبر ضغطا منخفضا، هدا بالطبع عند مستوى سطح الأرض. )
 في الضغط المرتفع، تكون منحنيات تساوي الضغط مغلقة، ترتفع قيمتها من الهوامش في اتجاه المركز، ويطلق على هذا النوع كذلك اسم "ضد الإعصار" Anticyclone، مثلا: ضد إعصار الآسور Açores أو الضغط المرتفع السيبيري  Sibérie نسبة إلى سيبيريا.
ويرمز إليه على الخرائط الجوية بحرف "A" Anticyclone أو حرف (H) (High، Hoch )   بالإنجليزية والألمانية، ونادرا بعلامة "+".
هنا تتجه الرياح من المركز نحو الهوامش في اتجاه عقارب الساعة بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية، و العكس صحيح في النصف الجنوبي منها.
وجود هدا الضغط المرتفع يعني استقرار الجو (جو ثابت) على سطح الأرض ، يكون فيه الجو جميلا و صحوا و خاليا من الاضطرابات.
ب‌-   الضغط المنخفض :

فالضغط المنخفض هو مجال يقل فيه الضغط الجوي عن 1015 hpa من الهوامش في اتجاه المركز، تكون فيه منحنيات تساوي الضغط مغلقة، يرمز إليها بحرف «D» Dépression في الخرائط الفرنسية و بحرف "L" Low على الخرائط الإنجليزية و "T" Tief على الخرائط الألمانية،  و في بعض الأحيان بعلامة «-».
هنا تتجه الرياح من الهوامش نحو المركز في اتجاه عكس عقارب الساعة بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية، و العكس صحيح في النصف الجنوبي منها.
وجود هذا الضغط المنخفض يعني أنه يسود جو مضطرب على المناطق التي يخيم عليها أو سيمر بها، مثلا الضغط المنخفض لإسلاندا Island و منخفض جنوة Gênes بالبحر الأبيض المتوسط الخ...
ملاحظة: هنا لا تقول "إعصار" رغم تقابله الكلمة مع "ضد الإعصار" ، لأن الإعصار هو اضطرابات جوية عنيفة وقوية تؤدي إلى وقوع أضرار بالغة خاصة في الدول المدارية Pays tropicaux .

1-     العناصر الثانويــة:
بالنسبة لباقي العناصر، فهي تشبه عناصر التضاريس من حيث الرسم الذي تأخذه على الخرائط الجوية، يمكن أن نميز فيها بين العناصر التالية:
أ- الظهر Dorsale: تكون فيه منحنيات تساوي الضغط المرتفع غير مغلقة، تكون امتدادا لخلية الضغط المرتفع المجاور لها.
ب – الفج Col:  و هو ضغط منخفض يوجد بين ضغطين مرتفعين.
ج- الوادي Talweg: تكون فيه منحنيات تساوي الضغط المنخفض غير مغلقة، تشكل امتدادا لخلية الضغط المنخفض التي تجاورها.
د-  الانبساط الانضغاطي Marais Barométrique : تكون فيه التناقضات الضغطية جد ضعيفة، وترسم على شكل خطوط تساوي الضغط جد متباعدة وتغطي مساحة شاسعة (تذكرنا بالسهول على الخرائط الطبوغرافية).
III – أصل نشأة الضغوط الجوية :
يمكن تصنيف الضغوط الجوية كذلك حسب العوامل والظروف الناتجة عنها، وتكون إما حرارية Thermique أو ديناميكية Dynamique أو ناتجة عن الاثنين معا، أي ديناميكية وحرارية في آن واحد.
1-     الضغوط الحراريةأو الخلايا الحرارية Cellules thermiques:
وتنشأ من القاعدة عن طريق تلامس الهواء مع سطح دافئ أو بارد.
* في حالة وجود سطح دافئ، فإن الهواء يتمدد ويخف وزنه، فيرتفع إلى الأعلى مكونا بذلك ضغطا منخفضا عند مستوى سطح الأرض.
وكمثال لهذا النوع من الضغط منخفض جنوة Gènes فوق البحر الأبيض المتوسط والذي ينشأ حينما تكون درجة حرارة البحر أكثر ارتفاعا من حرارة الهواء، إضافة إلى منخفضات  أخرى تظهر خلال فصل الصيف داخل القارات كالمنخفض الصحراوي (نراه على بعض الخرائط)
* أما في حالة وجود سطح بارد، فإن كثافة الهواء تزداد، وبالتالي يزداد وزنه، فيتكدس في الأسفل مكونا بذلك ضغطا مرتفعا عند سطح الأرض، ونجد هذا النوع من الضغوط في أوربا الوسطى، بسيبريا على الخصوص في فصل الشتاء، فيعطينا ما يسمى بالضغط العالي السيبيري أو مرتفع مانيطوبا بشمال كندا.
2-     الضغوط الديناميكية: (لأنها ناتجة عن حركات ميكانيكية)
 يرجع أصل نشأتها إلى الحركات العمودية للهواء، سواء النازلة أو الصاعدة منها.
·        فالحركات الهوائية النازلة تؤدي إلى تكدس الهواء عند سطح الأرض، فتعطينها ضغوطا مرتفعة، خاصة عند العروض شبه المدارية، مثلا الضغط المرتفع بجزر الآسور – عالي الآسور – وعالي هواي Hawaï.
·         في حين تؤدي الحركات الهوائية الصاعدة إلى امتصاص الهواء من الأعلى، فينشأ عن ذلك ضغوطا منخفضة عند مستوى سطح الأرض، و كمثال على ذلك المنخفض الألوتشي Aléoutiennes  بين القارة الأمريكية والأسيوية.
 ويطلق على هذه الضغوط تسمية "مراكز الضغط الفعال" لأنها تتواجد بصفة شبه دائمة، فتؤثر على اتجاه الرياح وعلى مناخات المناطق التي توجد فوقها  أو بجوارها كمرتفع الأسور الذي يؤثر بشكل كبير على مناخ المغرب بمنعه وصول الأضطرابات الجوية في فترات الجفاف.
3-     الضغوط الديناميكية الحرارية: و تنشأ نتيجة عوامل ديناميكية (أي حركات هوائية عمودية) وحرارية (برودة أو سخونة سطح الأرض) في آن واحد، و كمثال على ذلك: الضغط المرتفع القطبي و الضغط المنخفض الاستوائي.
-IV التوزيع النظري للضغط الجوي:

التوزيع المبسط لخلايا الضغط المرتفع و المنخفض بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية

من خلال التوزيع النظري يتبين أن هناك:
1-       حزام الضغط المرتفع القطبي: (عند خطوط العرض °90 ) نجده بالقطب الشمالي والجنوبي وهو ناتج عن عوامل ديناميكية حرارية في آن واحد، نظرا لوجود مجالات جليدية باردة وحركات هوائية نازلة (جفاف بهذه المناطق).
2-       حزام الضغط المنخفض شبه القطبي: نجده عند مستوى خط عرض °50 و °60، يغلب عليه العامل الديناميكي فهو ناتج عن تلاقي التيارات الهوائية الآتية من القطب والتيارات الهوائية الآتية من المناطق شبه مدارية.
3-       حزام الضغوط العليا شبه المدارية : نجدها عند مستوى خط عرض °30 (مثلا الآسور) حيث يفوق العامل الديناميكي العامل الحراري، فرغم الحرارة النسبية التي تتميز بها هذه العروض نجد ضغوطا مرتفعة، فهي مجالات تلاقي الكتل الهوائية الاستوائية وشبه القطبية في الأجواء العليا وينتج عن ذلك حركات هوائية نازلة وضغط مرتفع عند سطح الأرض.
4-       حزام المنخفض الاستوائي: (عند خط العرض(0° ناتج عن عوامل حرارية وديناميكية في نفس الوقت، فهي توجد في مناطق دافئة تلتقي فيها الرياح التجارية Les alizés  الآتية من نصف الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، فينتج عن ذلك حركات هوائية صاعدة وضغط منخفض عند مستوى سطح الأرض.
V- التوزيع الجغرافي للضغط الجوي :
إذا كانت الكتلة الجوية تخضع لعامل الجاذبية فإنها لا تبقى قارة، وإنما تتأثر بعوامل أخرى كالحرارة الموزعة على سطح الأرض بشكل غير عادل (كما رأينا في المحور المتعلق بالحرارة).
هذا التوزيع يؤثر بطبيعة الحال على توزيع مجالات الضغط الجوي .
بعض الضغوط نجدها على خرائط الضغط تشغل نفس المكان بصفة دائمة – مثلا الضغط المنخفض لإيسلاندا (بالمحيط الأطلسي الشمالي) أو الضغط المرتفع للآسور، ولذلك سميت هذه الضغوط على الأماكن التي تتواجد فوقها باستمرار وتكون مسؤولة عن مناخ المناطق المجاورة لها (مثلا : إذا اتسع مرتفع الآسور، فانه يصل إلى المغرب بل يتعداه إلى أوربا خاصة في فصل الصيف، وإذا حدث ذلك في فصل الشتاء فانه يسود طقس مشمس، لأنه يمنع الاضطرابات الجوية من الوصول إلى المناطق التي يستقر فوقها، وبالنسبة لبلد كالمغرب، فان عدم وصول هذه الاضطرابات الغربية أو الشمالية الغربية، خاصة في فصل الشتاء، يتسبب في الجفاف لانعدام التساقطات).
1-              الضغوط المرتفعة:
تتوزع الضغوط المرتفعة الرئيسية على سطح الأرض حسب العروض، ويمكن أن نميز هنا بين المرتفعات الدائمة و المرتفعات الفصلية أو الموسمية:
أ‌-       المرتفعات الدائمة و تنقسم إلى مجموعتين :
* المجموعة الأولى: الضغوط المرتفعة القطبية، وهي مراكز دائمة من أصل حراري، تتمركز فوق القطب الشمالي والجنوبي (أي فوق البحر المتجمد الشمالي والجنوبي)
* المجموعة الثانية: نجدها في العروض شبه المدارية وعدد هذه الضغوط خمسة:
- اثنان في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ، وهما مرتفع الآسور فوق المحيط الأطلسي، ومرتفع هاواي فوق المحيط الهادي.
-  ثلاثة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية و هم:
 مرتفع  سانت هيلينSt Hélène  فوق المحيط الأطلسي.
 مرتفع جزيرة الباك Ile des paques  فوق المحيط الهادي.
 ومرتفع ماسكرين Mascareignes فوق المحيط الهندي.
ب‌- المرتفعات الفصلية:
وهي التي تظهر حسب الفصول  بالعروض الوسطى وشبه المدارية، ونذكر منها الضغوط المرتفعة القارية التي تنشأ أثناء الفصل البارد فوق القارات الباردة : كمرتفع سيبريا فوق القارة الأسيوية ومرتفع مانيطوبا Manitoba فوق كندا (بأمريكا الشمالية) و المرتفع الصحراوي والجزيرة العربية  اللذان يعززان أثناء الفصل البارد بالعامل الحراري.
 هذه الضغوط المرتفعة الموسمية تنمحي في فصل الصيف بسبب ارتفاع الحرارة لتحل محلها ضغوط منخفضة.
(ملاحظة: فإلى جانب التوزيع حسب العروض نلاحظ توزيعا حسب نوعية القشرة الأرضية، بمعنى آخر هناك ضغوط مرتفعة تظهر فوق البحار، وأخرى تظهر فوق القارات.
فالضغوط القطبية وشبه المدارية البحرية تظهر في جميع الفصول ، ولذلك سميت بضغوط دائمة ، في حين المرتفعات التي تسجل فوق القارات بالعروض الوسطى- أمريكا الشمالية وسيبريا- تختفي أثناء الفصل الحار، ولذلك تسمى ضغوطا فصلية أو موسمية).
- الضغوط المنخفضة:
ويمكن تقسيمها كذلك إلى قسمين: ضغوط منخفضة دائمة، وضغوط فصلية أو موسمية.
أ – المنخفضات الدائمة: وتنقسم إلى ثلاث مجموعات:
* المجموعة الأولى : توجد بالعروض الاستوائية حيث تكون حزاما شبه متصل حول الكرة الأرضية، وهي ناتجة عن تلاقي الرياح التجارية بهده العروض، زيادة على الحرارة المرتفعة التي تعرفها هاته المناطق، فهي إذن من أصل "حركي حراري" أي ديناميكية وحرارية في آن واحد Thermodynamique.
* المجموعة الثانية والثالثة: وتوجد عند خطي عرض °50 و °60 درجة في كل نصف من الكرة الأرضية.
ففي النصف الشمالي تظهر خليتان دائمتان على خرائط توزيع الضغط الجوي، الأولى فوق المحيط الأطلسي – منخفض اسلاندا – (وهي من أصل ديناميكي وحراري في آن واحد،نظرا لوصول تيار الخليج الدافئ)، والثانية فوق المحيط الهادي – المنخفض الألوتشي – Les Aléoutiennes .
أصلهما ديناميكي يعزز بعامل حراري" Origine thermodynamique" عندما تمر هذه المنخفضات فوق التيارات البحرية الدافئة، مثلا عندما يمر منخفض اسلاندا فوق تيار الخليج الدافئGulfstream فيصبح أكثر اضطرابا  .
في النصف الجنوبي من الكرة الأرضة، تكون منخفضات العروض الوسطى شبه متصلة حيث سطح الأرض أكثر تجانسا تغلب فيه المساحات البحرية.
ب – المنخفضات الفصلية أو الموسمية:
تظهر أثناء فصل الصيف فوق القارات الدافئة ذات العروض المدارية والمعتدلة، أي الوسطى، ونذكر منها منخفض سيبريا أو المنخفض الصحراوي